في الندوة الافتراضية الثالثة، التي تنظمها جائزة الشيخ زايد للكتاب بالتعاون مع صالون الملتقى الأدبي، حاورت عضوات الملتقى وعدد من الضيوف والإعلاميين من العالم العربي، مساء أول من أمس الفائز بفرع الترجمة د. محمد آيت ميهوب من تونس عن ترجمته لكتاب «الإنسان الرومنطيقي» للمؤلف جورج غوسدورف، من اللغة الفرنسية إلى العربية، والذي أكد في مستهل حديثه على أهمية الجائزة، لافتاً إلى صدقية ما وصفها بـ«نوبل العرب».

الفكر الغربي

في مستهل الندوة، وجهت أسماء صديق المطوع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الشكر لإدارة جائزة الشيخ زايد للكتاب. وقالت: اليوم لا نحتفي فقط بالكتاب الفائز بفرع الترجمة بجائزة الشيخ زايد للكتاب، بل نحتفي بالإنسان وسعيه للمعرفة. وأشادت بما يحققه الملتقى من تبادل للأفكار والمعرفة عبر هذه السلسلة من الندوات.

وأشارت مقدمة الجلسة د. هناء صبحي، مترجمة وأستاذة اللغة والأدب الفرنسي في جامعة السوربون أبوظبي، إلى أن د.ميهوب يشغل مناصب عدة منها أستاذ الأدب الحديث والأدب القديم ومناهج النقد الأدبي الحديثة والترجمة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس العاصمة، وعضو مؤسس ومدير تحرير للمجلة العلمية المحكّمة «نقد وتنوير»، كما عمل على تأليف وترجمة أكثر من 10 كتب.

من جانبه قال د.محمد آيت ميهوب: لي مع هذا الكتاب قصة طويلة جداً كتبتها في مقدمة الكتاب، عرفت هذا الكتاب وأنا لا أزال طالباً في قسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة «منوبة» في تونس، حينها كان لدي صديق، متمرس جداً باللغة الفرنسية ويكتب الشعر بالفرنسية، قال لي «إن كنت تريد أن يكون لك مستقبلاً في الأدب لا بد أن تقرأ هذا الكتاب»، وأوضح:

وإن كان عنوانه «الإنسان الرومنطيقي»، إلا أنه أوسع من هذا بكثير لأننا نستطيع أن نقول هو موسوعة أنثربولوجية أدبية فلسفية، لمسار تطور الفكر الغربي كله، وصولاً إلى الرومنطيقية في أواخر القرن 19.

الفلسفة والأدب

قال د. محمد آيت ميهوب: يسرد الكتاب كذلك الانفتاح الذي جاء بعد الرومنطيقية، فهذا الكتاب يمزج مزجاً رائعاً بين الفلسفة والأدب، ونحن نعرف جميعاً بأنه لا يمكن لشخص ما أن يكون متكوناً في الأدب إن لم يكن له تكوين فلسفي. وأوضح: إن الفلسفة هي الدماء التي تضخ الكتابات الأدبية، وتعطيها عمقاً لا سيما أن المدرسة الرومنطيقية، كما يبينها هذا الكتاب، نشأت في مهد الفلسفة.

وأضاف: أول ما نشأت مع مجموعة العاصفة والاندفاع، كما سمت نفسها وهي مجموعة من الشباب الألمان على رأسهم «نوفس والأخوان شريكل» وغيرهم. وكانوا شباباً ومتكونين جداً في الفلسفة، وفيهم من أصبح فيما بعد من عظام مدرسة الفلسفة في ألمانيا مثل «الأخوان شريكل».

وذكر ميهوب: إذاً هذا هو الإطار العام الذي يتحدث فيه الكتاب. كيف نشأت الرومنطيقية في حضن الفلسفة، ثم اتسعت فيما بعد لتعم الأدب. وتصل إلى العلوم، لتصبح هوية فكرية وأدبية ومعرفية وعلمية في آخر القرن 19.