أكد أعضاء المجلس الاستشاري للغة العربية أن تقرير حالة اللغة العربية مبادرة مهمة، تسهم في رسم استراتيجيات وملامح مستقبل لغة الضاد، وتعكس حرص دولة الإمارات واهتمامها باللغة العربية، لتكتسب مكانتها على نطاق واسع.

وثمن الأعضاء في مقالاتهم بتقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها جهود دولة الإمارات العربية المتحدة، في المحافظة على اللغة والهوية العربية والنهوض الحقيقي بها على مختلف المستويات.

واقع وتحديات

وأكد الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية أن وصف واقع اللغة العربية وتحدياتها يتطلّب جهوداً مؤسّسيّة جماعيّة ومنهجيّة، تتناول المسألة من جوانبها وزواياها المتعدّدة، ولا تقتصر على نظرة أحاديّة أو مسبقة أو على انطباعات عامّة.

وقال بن تميم في مقالة رأي بالتقرير: «الإمارات العربيّة بشكل عامّ، وأبوظبي بشكل خاصّ تسعى لحمل شعلة اللغة العربيّة على الصعيد المحليّ والعربيّ والعالميّ، في مواجهة تحدّيات العصر الحديث التي تهدّد اللغة الأمّ».

ونوه بلال البدور الأمين العامّ لجائزة محمد بن راشد للّغة العربيّة، ونائب رئيس المجلس الاستشاريّ للّغة العربيّة في دولة الإمارات، إنّ أمّتنا العربيّة نصّت في دساتيرها على أنّ اللغة العربيّة هي اللغة الرسميّة لبلدانها، وإذا كانت الدساتير تنصّ على عروبة اللغة فإنّ الأمر يتطلّب وجود تشريعات تُحدّد مواقع استعمال هذه اللغة، والضوابط الخاصّة بذلك.

وقالت منى الكندي الأمين العام لتحدي القراءة العربي: قد لا نستطيع في سنوات قليلة إحداث انقلاب كامل في العقليّة العربيّة أو نجتثّ عقودًا من الرخاوة والكسل المعرفيّ، فالتغيير يحتاج حفرا وئيدا في العقل العربيّ. ويمكننا القول إنّنا من خلال تحدّي القراءة العربيّ ومشاريع ومبادرات معرفيّة وثقافيّة عدّة استطعنا أن نطلق شرارة أمل، وأمامنا جميعًا مسؤوليّة المحافظة عليها كي تظلّ جذوتها متّقدة، بالمتابعة والدعم والاستمرار والاحتفاء بملايين القرّاء العرب من الشباب.

وقالت فاطمة غانم المرّي المديرة التنفيذية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: «لغتنا العربيّة لها مكانتها وأهمّيّتها في حياتنا كأفراد وكمجتمع، ودورها في إثراء المسيرة التنمويّة الممتدّة لدولة الإمارات، لا سيّما منظومة التعليم والتعلّم، ولقد لاحظنا رسوخ مكانة لغتنا العربيّة في المجتمع التعليميّ».

حلول واستراتيجيّات

وقالت الدكتورة رابعة السميطي وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع تحسين الأداء: «علينا أن نعيد النظر في موقفنا من اللغة العربيّة، وعلى وجه الخصوص موقفنا في الدفاع عنها، وفي وضع الحلول والاستراتيجيّات؛ لأنّه من الواضح أنّ جميع ما تمّ طرحه في السابق لم يُجْدِ الكثير».

وأشار الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج أن المعلّم يُعدّ حجر الزاوية في العملية التعليميّة، ويحتلّ مكان الصدارة بين العوامل التي يتوقّف عليها نجاح التربية في بلوغ غاياتها.

إشكاليّة عصرية

وقال الدكتور علي سعيد الكعبي مستشار بجامعة الإمارات: «إنّ إشكاليّة العربيّة في عصرنا الحاضر تكمن في اللغة ذاتها والقائمين عليها حيث توقّف العمل على التعريب والترجمة -رغم قلّته- من سنوات طويلة، ولم تعد هناك مرجعيّة علميّة يمكن الاستناد إليها، بالإضافة إلى استسهال استخدام اللغة الإنجليزيّة للتدريس والكتابة».

ضعف في النفوس

وأوضحت الدكتورة كريمة مطر المزروعي رئيسة منظمة تربويّون بلا حدود، أنه عندما يصل الأمر إلى ضعف اللغة العربيّة في نفوس أبنائها من الطلّاب والمعلّمين على السواء، نجد أكثر الجمهور ينبري ليقدّم أسبابًا وحلولًا ولومًا. الأسباب كثيرة ومتنوّعة، ولكن لا يمكن إلقاء اللوم على المعلّم، أو الطلّاب، أو أولياء الأمور، وإن إلقاء اللوم من الأساس هو مضيعة لوقت اللغة العربيّة.

وقالت الدكتورة هنادا طه-تامير أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد: قد نكون وصلنا اليوم إلى أن نقول إنّ خرافة «اللغة العربيّة لغة صعبة»، أصبحت واقعا يتمثّل في خوف أجيال بكاملها من اللغة العربيّة وفي عدم استخدامهم أو إتقانهم لها، وفي الشعور بأنّها ليست في متناول أيديهم، وعقولهم، وقلوبهم.

توصيف حال

وقال الدكتور نزار حبش من جامعة نيويورك في أبوظبي: هدف التكنولوجيا بصورة عامّة هو خدمة الإنسان وتسهيل احتياجاته. وقبل أن نتكلّم عن اللغة العربيّة والتكنولوجيا يجب علينا توصيف الوضع الحاليّ للّغة العربيّة بموضوعيّة وتعريف احتياجات متكلّميها: اللغة العربيّة هي مجموعة من اللهجات المرتبطة ببعضها لغويّا وتاريخيّا، التي يتميّز بعضها اجتماعيًّا لأسباب دينيّة (لغة القرآن الكريم، فصحى التراث) وسياسيّة (فصحى العصر) عن مجمل ما يُسمّى باللهجات العامّيّة.