يقول مثل عربي "لا يحتاج المليح إلى مديح"، وهويام إحدى زوجات السلطان العثماني سليمان القانوني، ليست امرأة مليحة فقط، بل لوحة فنية تريح النفسية كما وصفها أحد مشاهدي المسلسل التركي "حريم السلطان" في أحد المنتديات، ونموذج للمرأة التي كان يراها بيكاسو دائماً بأنها خليط من الأشكال والألوان.
ويبدو أن انبهار متابعي المسلسل الذي يبث على قناة دبي الفضائية بشخصية هويام التي لقبها السلطان بـ"الخُرّم" أي الباسمة، وصاحبة الجمال الخارق والدهاء الفتّاك الذي أضعف دولة بأكملها، تعدى مسألة الإعجاب ووصل إلى درجة التغني بجمالها الآسر، فما إن تنتهي إحدى حلقات المسلسل حتى تصبح هويام الشغل الشاغل لأعضاء المواقع الإلكترونية، ومحور أحاديث النساء والرجال على حد سواء.
أفضل ممثلة
جسدت الممثلة التركية مريم أوزلي، التي ولدت لأب تركي وأم ألمانية، دور هويام في المسلسل التركي "حريم السلطان"، ونالت جائزة "إسماعيل جيم" كأفضل ممثلة عن هذا الدور، وهويام.. هي "روكسلانة"، روسية من أصل يهودي، وابنة أحد رجال الدين الروس واسمه دي روجالينو، اختطفها أحد تجار الرقيق من القوقاز.
وانتهى بها المطاف لتباع للسلطان سليمان القانوني، الذي ألحقها بالحريم السلطاني وبدأت فيه حياتها جارية، وأطلق عليها لاحقاً لقب "الخُرّم" ويعني الباسمة نظراً لجمالها الفائق وحسنها الفتّان.
أعتقها السلطان سليمان القانوني بعد أن وقع في هواها، وتزوجها وأنجب منها البنين والبنات، ما ساهم في رفع مكانتها في البروتوكول العثماني من جارية إلى "قادين"، حيث جعلها السلطان مستشاره الأول في شؤون الدولة، وكان يحب البقاء بقربها وهو الذي كان لا ينفك عن قيادة الجيوش.
نفوذ وقوة
كانت "روكسلانة" تخشى دائماً أن تفقد سلطانها ونفوذها وقوتها وصلاحياتها إن توفي السلطان، خاصة وأنها لا تزال في معية الصبا والسلطان كهل في الخمسين من عمره، فضغطت على السلطان حتى يجعل ابنها ولياً للعهد بدلاً من مصطفى أكبر أبنائه وولي عهده الرسمي وابن ضرّتها وغريمتها الشركسية.
وقد أفلحت في الوصول إلى هدفها ومبتغاها من خلال خطة محكمة وخبيثة، بدأت بإفسادها العلاقة بين السلطان وزوجته الشركسية، وانتهت بتحريضها للسلطان سليمان القانوني على قتل الأمير مصطفى الذي أجمع معاصروه على أنه كفاءة ممتازة تجدد عظمة أبيه في شبابه قبل أن يقع في غرام "روكسلانة".
وبعد وفاة السلطان سليمان القانوني، أثناء حصار مدينة "سيكتوار" في عام 1566، تولى ابن "روكسلانة" سليم الثاني مقاليد الحكم، وولدت على يديه لاحقاً بوادر انهيار الدولة العثمانية.
أعمال خيرية
على صعيد آخر، بنت روكسلانة مستشفيات ومساجد في مكة وفلسطين وتركيا وغيرها من بلاد المسلمين، ولا يزال هناك مخطوطات ومصاحف تحمل اسمها أوقافاً لطلبة العلم والمساجد.