في جمهورية مولدوفا، وتحديداً على بعد 30 كيلو متراً من كيشيناو العاصمة، وعلى قمة جبلية مرتفعة تحيط بها الأنهار من كل جانب، تقع المدينة العربية الإسلامية القديمة «سحر الجديد» بموقعها الاستراتيجي المميز، تبحث عن هوية وملامح طمسها الزمن والتاريخ، فبعد معاناة طالت بسبب الأوضاع السياسية في الاتحاد السوفييتي، لم يبقَ من ملامح تلك المدينة سوى بعض الأحجار والمسكوكات وبقايا بنيان، بعد أن كانت المركز الأهم لتجارة الملح في القرن الخامس للهجرة، وحلقة الوصل بين العالم الإسلامي وأوروبا.

عبق عربي

جورج ليفتر، مدير المركز التجاري والسياحي بجمهورية مولدوفا، تحدث عن «سحر الجديد»، فقال: تتميز هذه المدينة بكونها زراعية محاطة بالقرى، وتشير الأطلال الباقية بأن «سحر الجديد» كانت مدينة متكاملة، احتوت على بيوت ودار عربية للمسكوكات بإسم الخليفة المطيع، ومسجد، ورغم مميزاتها إلا أن ما عانته من طمس وتهميش جعلها مجهولة بالنسبة لنا، ولذا نرغب بالتعاون مع علماء العرب والمسلمين لمعرفة سبب اختيار العرب ذلك الوقت لهذه المنطقة للاستقرار فيها، وكيف بنوا مساكنهم، لنتعرف بالتالي على تاريخنا.

 وأكد ليفتر أن «سحر الجديد» هو نفس الاسم الذي كانت تحمله المدينة في القرن الخامس الهجري، مشيراً إلى أن الاتحاد السوفييتي طمس معالمها مدعياً بأنها إما أن تكون مدينة تترية أو تركية، ولكن هذا الكلام غير صحيح، لأن التتار لم تكن لديهم حضارة في ذلك الوقت، كما أن «سحر الجديد» اقدم من الحضارة التركية والإمبراطورية العثمانية.

تاريخ عريق

وأشار عبيد موسى حارب، مستشار جمهورية مولدوفا في الإمارات، إلى أن سبب تسليط الضوء على هذه المدينة يعود إلى حاجة مولدوفا لإحيائها، من خلال معلومات لا تتوفر إلا في العالم العربي، من خلال المراكز الثقافية والمكتبات المهمة التي تحوي مراجع مهمة.

وعن «سحر الجديد»، قال: ترقى هذه المدينة لتكون وجهة سياحية من الدرجة الأولى بعد إعادة بنائها، فتاريخها عريق، وهي مبنية بشكل جيد ومحاطة بالأنهار من كل جانب، وترغب مولدوفا في الحفاظ عليها، وحمايتها من الأتراك الذين يحاولون بناءها على الطراز التركي، ولذا تقوم الجمهورية حالياً بتنظيم مؤتمرات خاصة بهذه المدينة، بهدف البحث عن معلومات، فالمتوفر لديهم يعاني نقصاً كبيراً.