بعد بدء عرض مسلسل "يا مالكاً قلبي" على قناة أبوظبي، اتضح أنه لم يكن بحجم الترويج الذي حظي به قبل شهر رمضان، فمشاركة الملحن والمغني فايز السعيد والمغنية شذى حسون به كانت إحدى نقاط ضعفه الرئيسية نظراً لعدم امتلاكهما لموهبة التمثيل، بالإضافة إلى النص الذي يفتقر إلى التماسك والأحداث غير المقنعة تارة والسطحية تارة أخرى، وما يثير الدهشة فعلاً هو هيمنة كم هائل من الكومبارس على عدد كبير من الأدوار الأساسية، علماً أن الساحة مليئة بالموهوبين.
اعتمدت عملية الترويج للمسلسل على شهرة كل من فايز السعيد وشذى حسون، ولكن المتابع للمسلسل سيلاحظ أن احتضانه لأسماء لامعة وموهوبة مثل لمياء طارق، أحمد الجسمي، عبدالله بن حيدر، خالد نجم، شفيقة يوسف، أحمد مساعد، حسين المهدي، كان بهدف اجتياز مرحلة الخطر والنجاة بالمسلسل إلى بر الأمان، فقد أثبت فايز السعيد وشذى حسون أنهما لا يصلحان للتمثيل إطلاقاً، أما أبناء مهنة التمثيل فقد ظلمهم النص الضعيف وإسناد أدوار أساسية لكومبارس لا يصلحون للتمثيل.
عدم التوازن وغياب المنطق والواقع هو عنوان أحداث المسلسل حتى اليوم، فكيف تتعالى أصوات موظفين مخطوبين في شركة عقارات دون أن يمر مشهد لتذمر العاملين معهما في القسم على سبيل المثال وكأن الشركة مكان عام، وكيف يتجرأ موظف في إذاعة معروفة على وصف زميلته أكثر من مرة بـ"قليلة الأدب" و"الوقحة" و"ما تستحي" و"عديمة الأسلوب" أمام بقية الموظفين، وكأنها مديح لا شتائم تستحق العقاب، وما يثير الانزعاج فعلاً هو غيرة زوج على زوجته التي تعمل معه في المكان نفسه، إذ إنه لم يكن يتجرأ أن يلفت نظرها إلى مبالغتها في الاهتمام بأحد الزملاء، وحين فاتحها بالأمر اتهمته الزوجة بأنه مريض نفسياً ويحتاج إلى علاج، ثم غيرت بعض تصرفاتها حتى تتحسن نفسيته.
إضاءة
من واجبات المخرج أن يصل بالممثلين إلى أعلى درجات الأداء، ولكن معظم مشاهد المسلسل تؤكد أن المخرج عارف الطويل ركز على إخراج صورة وليس أداء، حيث كانت هناك شخصيات تقول المطلوب منها "بالعافية".