في خطوة من شأنها تعزيز وجود المرأة الإماراتية على الساحة الشعرية العربية والمحلية والدفع باتجاه تكوين ذاكرة شعرية نسائية في العالم العربي، أعلنت الشاعرة جنان عن إطلاق ديوانها الشعري الأول، تحت عنوان «جنان»، حيث من المقرر أن يتم الإطلاق الرسمي للديوان شهر ديسمبر المقبل، بحضور نخبة من الأدباء والفنانين الكبار، وتتضمن المجموعة قصائد مرهفة، ولوحات خطية للشاعرة، على شكل حروفيات وفواصل ساحرة داخل الديوان.
ديوان متكامل
يتضمن الديوان ما يقارب من 400 قصيدة شعرية تحاكي جميع الألوان. وقد لاقى قرار الشاعرة جنان ترحبياً كبيراً في الأوساط الأدبية الإماراتية، لا سيما في ظل مطالب قديمة جديدة من جمهورها وقرائها بجمع القراءات الشعرية السابقة في ديوان شعري متكامل يكون بمثابة مرجع شعري جديد يُضاف إلى المكتبة الشعرية الإماراتية والعربية.
قاعدة ذهبية
وفي سياق تبريرها لتأخر إصدار ديوانها الأول، خاصةً أن نشاطها على الساحة الشعرية يعود لـ16 عاماً مضت، قالت جنان: «أعتقد شخصياً بأن الشاعر في مرحلة تبلور قريحته الشعرية واقترابها إلى النضوج يغدو دقيقاً جداً في نتاجه الشعري ونوعية المادة المقدمة إلى الجمهور.
ومنذ نظمي لقصيدتي الأولى وردود الأفعال الإيجابية التي تلقيتها، أدركت أن الخاطرة الشعرية التي اجتاحت كياني ورغبت في التعبير عنها لم تعد ملكي، وأن هناك جمهوراً واعياً وناقداً يستطيع أن يميز الجيد من الرديء ينتظر أن يسمع ما يرتقي بذائقته.
فمنذ ذلك الوقت بات انتقائي للمواضيع المطروحة للقراء أكثر صرامة، وبت أستند في كل ما أقدمه إلى قاعدة ذهبية تتمثل في أن الشعر حالة إبداعية تحاكي حواس الإنسان وكيانه، لذا فلا بد أن يتضمن أي نتاج شعري قيمة مضافة للقراء».
هوية وجذور
ولفتت الشاعرة إلى أن الديوان ينقسم إلى جزءين، يضم الأول الأشعار الفصيحة، أما الثاني فهو يشمل الشعر النبطي.
وشددت جنان أن هذا التنوع منبعه حبها للغة العربية الفصحى وقدرتها على توفير الأدوات الشعرية المختلفة للشاعر، والتي تسهم في التعبير عما يختلج في داخله من أفكار وبراعتها في نقل أدق المعاني وأجلّها إلى القرّاء، أما الشعر النبطي فهو يمثل لجنان الاحتفاء بالماضي العريق والعزف على أوتار الحنين لحياة الأجداد وغوص في أبعاد الهوية الإماراتية، وخطوتها الشعرية الأولى التي أخذت من خلالها بطاقة الدخول إلى نادي الشعراء.
قصائد مُغناة
ويتضمن الديوان عدداً من القصائد التي كانت محط تعاون بين جنان وعدد من كبار الفنانين والمطربين في العالم العربي، من أمثال: وليد الشامي، راشد الماجد ، أصيل، مروان خوري وأسماء المنور، وعدد من المطربين.
وقد كان آخر تعاون جمع الشاعرة جنان مع الفنان والملحن المبدع وليد الشامي في أغنية:
يا حلو وان قالي سمي
يسجد الخفاق لعيونه
كل حكيه بلسم عذبي
يستحل فؤاد مظنونه
اترقب وصله يهلي
وان لفى اموت بجنونه
فيه سحر ولذة العمري
فيه سكرة روح محنونه
اقسم بربي ان شفت خلي
لبيع عمري وافتدي دونه
احسد امه وهله كلي
لاجل ما يحضون بعيونه
في حلومي زاير عقلي
وان صحيت العقل مفتونه
في عيونه سحر يلبي
وان ذبح يذبح على هونه
ولقد لاقت رواجاً كبيراً بين متذوقي أغاني الطرب.
كما غنى لها مؤخراً فؤاد عبدالواحد أغنية «أتخيلك»، وهي من أجمل قصائد جنان:
اتخيلك
يا من انا اشتاق لك
واتخيلك
واهوى نجوم في دنيتك
واتأملك
يا جنة هواي أتأملك
وازرع أماني فرحتك..
يا من ولد كل الهوى في دنيتي
جمال المبنى
يتجلى ولع جنان بالقراءة والموسيقى في قصائدها، حيث يستشف القارئ جرعة كبيرة من الثقافة التي انعكست على تنوع المواضيع وثرائها وأسلوب الطرح الذي يجمع جمال المبنى وكمال المعنى، إضافة إلى الرومانسية التي تطبع روح القارئ بمشاعر إنسانية راقية تأخذه في رحلة إلى عوالم وآفاق تخفف من وطأة الواقع القاسي.
كما تجلت محبتها لفن الرسم في قصائدها حيث يستشعر القارئ أن كلماتها كأنما نحتت نحتاً أو قد رُسمت رسماً في قالب منسجم ومتوازن لا يطغى فيه حلاوة الرسم على عمق المعنى. وتمنت جنان أن يكون هذا الديوان باكورة أعمال شعرية قادمة تقدم المتعة والفائدة المرجوة للقارئ وكلمة جديدة في ديوان الشعر العربي والإماراتي.
لعمرك لولا الهوى
كانت باكورة قصائد جنان المغناة هي «لعمرك لولا الهوى» بألحان مروان خوري وبصوته:
لعمرك لولا الهوى...
ما شغل البال شاغل..
لولا لوعات تأن بالحشا..
لولا اشتياق مجنون يجاذبني إليك..
أنا صب ضعيف ..
تتصارع به الأشواق..
فتهده وتدمره..
أنا من خلق ليمجد العشق..
لتصلني وتفك الصراع ..
لاحمد وصلك على مر الأيام...
وحياتك لو اسقيتني من وصال..
لأعيش في الأحلام ألف حلم وخيال..
لطرزت شالات عشقك وصال وقبل ..
ولاغمضت عيني لنشوة وصال...