الرحلة التي شاهدها الجمهور بساعتين، كانت قد استغرقت أربع سنوات من العمل، هذا ما قاله علي مصطفى مخرج فيلم «من ألف إلى باء» والذي عرض ليلة افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي، والذي انطلق مساء أول من أمس، في فندق قصر الإمارات، الذي يسرد قصة مجموعة من الأصدقاء، بقالب كوميدي خالٍ من التعقيد، بينما حفل يوم أمس بالعديد من العروض التي توزعت ما بين قصر الإمارات وسينما فوكس في مركز المارينا التجاري.

رحلة وفاء

تدور أحداث فيلم «من ألف إلى باء» حول ثلاثة من الأصدقاء العرب الذي نشأوا في أبوظبي، وتلقوا تعليمهم في مدارس غربية، يقومون برحلة برية وفاءً لصديقهم الراحل «هادي» والذي توفي قبل خمس سنوات خلال الحرب على لبنان في العام 2006 ولكن قبل ذلك حاول أن يقنعهم بالذهاب معه في تلك الرحلة البرية، ولم يوفق فانتهى به الأمر أن يسافر لوحده ..

ولكنه لم يعد. وهو ما جعل صديقه «عمر» فادي الرفاعي من سوريا يحيي الفكرة، مع صديقه المصري «رامي» شادي الفونس والسعودي «يوسف» فهد البيتري، وينطلقوا في رحلة برية من السعودية إلى الأردن وسوريا ومن ثم إلى لبنان، كي يصلوا في عيد ميلاد صديقهم الراحل، وهناك يكتشفون ذاتهم من جديد بطريقة ستجعلهم يغيرون من أسلوب حياتهم الذي يبدو لامبالياً أحياناً.

ولكن الرحلة لم تكن بتلك السهولة، وفي كل بلد واجهتهم أحداث تغلبوا عليها، لكنهم في النهاية يخرجون منها من دون أن يشعر المشاهد بقلق أو تعقيد، بل قد يحدث هذا بأسلوب كوميدي ممتع، انتزع التصفيق من جمهور العرض مرات عدة.

قد يستخلص المشاهد في هذا الفيلم العديد من الرسائل المطروحة فاختيار الأصدقاء من بلدان عدة، لم يكن عبثاً، وهو ما قد يدعو بعض شخصيات الفيلم للاستغراب من هذه التوليفة. وإن لامس الفيلم بعض الأحداث لكنه بقي على الحياد منتصرا للإنسانية التي دفعتهم إلى زيارة قبر صديقهم. والفيلم الذي صور بين الإمارات ولبنان والأردن، شارك في بطولته خالد أبوالنجا، ومها أبوعوف، وسامر المصري، إلى جانب الأصدقاء الثلاثة الذين لم يسبق لهم التمثيل من قبل.

تجربة سينمائية

أردت أن أحدث فرقاً في السينما ولهذا اتجهت إلى الإخراج. هذا ما قاله المخرج والمنتج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب، في أولى جلسات حوار السينما والتي انطلقت ظهر أمس، وبوشارب الذي حصل على جائزة الإنجاز المهني والتي منحتها إدارة المهرجان لمساهمته البارزة في السينما العالمية، أشار إلى أن أول خطوة في تجربته جاءت بمحض الصدفة.

وقال: دراستي كانت في مجال الصناعة وكنت بصدد انشغالي بالمعامل، ولكني لم أشعر يوما بأن هذا مجالي، وهذا ما دفعني يوما وأنا في مكتبي لأن أتصل بالتلفزة الفرنسية، لأسألهم كيف أدرس فأعطتني سيدة عنوان مدرسة وذهبت بالفعل إليها ومن يومها وأنا أعمل في التلفزيون الذي لم يلب طموحي.

ومن التلفزيون انتقل إلى الإنتاج قال: قابلت مخرجا وكان يحتاج إلى منتج فدخلت تجربة الإنتاج، ولكني وجدت أيضا أن المشاريع عندي أكبر من ذلك فانتقلت إلى باريس، حيث يعيش فيها جيل من المغاربيين. وأوضح: هناك عملت مع عدد من المخرجين الفرنسيين في التلفزيون ..

ولكن هذا لم يحقق الثيمات والأفكار التي أمتلكها، إلى تحققت الفرصة يوما، فهناك عدد من القصص يجب أن أرويها، لأبرز ذلك البعد الإنساني الذي يوصل العديد من الرسائل. وأضاف: كان يجب أن أنتظر الوقت لعمل أفلامي ولإيجاد الفنانين الذين يمكنهم تمثيل هذه الأدوار. وأشار إلى أن العمل المادي لم يكن هو الأهم بالنسبة له وللنجوم الذي عملوا معهم بقدر الرسالة التي يريدون إيصالها.

وتحدث عن أول أفلامه القصيرة الذي كان حول الأفارقة، وذلك قبل أن يخرج فيلمه «السكان الأصليون» وقال ركزت في هذا الفيلم على الجزائر وهو ما دفع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي شاهد الفيلم للحديث عن قضية الجزائريين. ومن ثم انتقل لتناول المزيد من تجربته التي أوصلته ليكون واحدا من أشهر المخرجين في العالم.