استضافت قمة بيروت انستيتيوت، التي أقيمت في العاصمة أبوظبي كلاً من المخرجة اللبنانية نادين لبكي، والمخرجة المصرية جيهان نجيم، للتحدث عن دور الأفلام وسيلة لإيصال مختلف القضايا العربية الاجتماعية والسياسية والدينية والطائفية.

وشاركت المخرجتان، إلى جانب زوجيهما الملحن والمنتج اللبناني خالد مزنر، والمنتج المصري كريم عامر، في جلسة حوار تطرق من خلالها مدير الجلسة توماس فليتشر، سفير المملكة المتحدة السابق في لبنان، إلى تجربتهم الفنية من خلال أفلامهم وتعاوناتهم الدولية، التي تؤثر عميقاً في القضايا الاجتماعية والسياسية التي تعتبر بحاجة ماسة إلى المناقشة.

وقالت جيهان نجيم خلال الجلسة: لدينا باع طويل في المنطقة العربية في قص الحكايات، وما يهمني اليوم هو كيفية العمل على إضفاء الطابع الإنساني على حكاياتنا. لقد قمت بذلك في السابق، ورأيت أننا إذا أضفنا شخصيات إنسانية تمزج الفرح والحزن والإحباط والقلق وكل الحالات الإنسانية التي قد نختبرها، فإننا سنثري هذه الأعمال وستكون أكثر قرباً من واقعنا وتعبيراً عنه. نريد أن نقدم أفلاماً تعبر عن ثقافتنا وهمومنا ومشكلاتنا في المنطقة العربية لتدخل إلى قلوب الناس في الحضارات الأخرى، وكي يستطيعوا أن يفهمونا بشكل أفضل.

صرخة

من جهتها قالت نادين لبكي: نحن نعيش في منطقة لا يحصل فيها شيء طبيعي، والإحباط الذي يصيبنا جراء هذا الأمر هو ما يبقينا في بلداننا ويؤدي بنا كوننا موسيقيين أو ممثلين أو صحافيين أو أفراداً مواطنين إلى إطلاق الصرخة التي تؤدي إلى الاستيقاظ سواءً بفيلم أو بأغنية أو بمقال صحافي. وأعتقد أن المجال السينمائي هو أهم الأسلحة السلمية، التي تحدث تغييراً كبيراً.

وقال خالد مزنر: عندما نعيش في أجواء عدوانية فإما أن نقاوم وإما نموت، ونحن اليوم لدينا حاجة ملحة للعيش، فنقيم الأمور بشكل أدق، وكوننا فنانين من هذه المنطقة نواجه مسائل حيوية كالحرية والحياة والموت والحقوق فنستقي منها ما يجعل من الفن الذي نقدمه أكثر عمقاً، وبدوره قال كريم عامر: لا عجب أننا نلتمس في المنطقة العربية حركة كبيرة نحو التعبير عن الذات، ولهذا مثلاً نرى أن المملكة العربية السعودية لديها أعلى نسبة استهلاك للوسائل الإعلامية للفرد بالمقارنة مع أي مكان آخر في العالم. وهذا خير دليل على أن الشباب اليوم بحاجة ماسة إلى خلق محتوى يعبر عنهم، ويمثل القضايا التي يتبنونها، وليس فقط تلقي ما يبث لهم.

تعاون

تصور أعمال نادين لبكي وخالد مزنر القضايا الاجتماعية، والدينية، والطائفية في المنطقة العربية، وذلك عبر الفيلمين «كاراميل» و«هلق لوين؟»، كما يعكس تعاونهما الطريقة التي تتبعها المجتمعات العربية في معالجة مشكلة الأطفال المشردين وجنوح الأحداث، وهذا ما يظهر في فيلمَي «ريو... أنا أحبّك»، و«اليوم السابع»، فضلاً عن أعمال مستقبلية أخرى، وهناك تعاون بين الثنائي جيهان نجيم، وكريم عامر للمرة الأولى في الفيلم الوثائقي «الميدان»، الذي يصور قصص شخصية واقعية وأحداث درامية للثورة المصرية التي قامت في عام 2011. وقد سجل الفيلم نجاحاً باهراً وحاز نقداً جماهيرياً إيجابياً وتم ترشيحه للحصول على جائزة أفضل فيلم وثائقي في جوائز الأوسكار 2014.