حفلت السوق الشعبية في سويحان والتي رافقت فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2016، بالزوار من مختلف الجنسيات ومن أعمار متباينة، كانت الأسر تشكل غالبيتها، نظراً لمحتويات السوق التي وفرت للزوار التسوق والترفيه والجوائز ومختلف ألوان الضيافة والترحاب.

وكانت الواجهة البحرية أكثر أركان السوق جذباً للزوار وازدحاماً بهم، فقد احتلت مساحة واسعة في مقدمة السوق عرضت الكثير من تفاصيل حياة أهل البحر، لا سيما ما يتعلق بالحرف والصناعات اليدوية المرتبطة بها مثل صناعة السفن الخشبية وصناعة شِباك الصيد، وفلق المحار.

صناعة السفن

يتواجد الوالد حثبور كداس الرميثي خبير التراث وممن اشتهروا بمهنة الجلافة، في الواجهة البحرية، يجلس في مقدمة مساحة الواجهة بين العديد من المعروضات التراثية المتعلقة بالحياة اليومية، ومنها المختصة بحياة أهل البحر، ومستلزماتهم من أدوات الغوص وأدوات صيد السمك، لا سيما معدات ومستلزمات صناعة القوارب الخشبية..

حيث يفردها أمامه مستخدما إياها في صناعة نماذج لقوارب خشبية، بما يجعل الزائرين يقفون على واقع صناعة القوارب التي كان يستخدمها أهل الإمارات قديماً.

ويتحدث الرميثي، وهو ينفذ أمام الزوار صناعة نموذج لقارب خشبي، عن تاريخ هذه المهنة فيقول: إن الحرف التقليدية التي يشتهر بها سكان دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقت الحالي، كانت هي صناعات الأمس التي يقوم عليها المجتمع، وقد كان معظم أهل الإمارات صناعاً مهرة في أيامهم الماضية، وكانت صناعاتهم متعلقة بوسائل عيشهم وحياتهم اليومية.

الغوص

يشرح يوسف أحمد طالب العلي، الذي يتخذ من أحد أركان الواجهة زاوية له ولأدوات الغوص، عن رحلة الغوص فيقول إن الاستعداد لهـذه الرحلة يبـدأ بتجهيز السفينة الصالحة للسفر، ثم توفير أدوات الغوص لكافة البحارة على ظهر السفينة الذين قد يصل عددهم إلى أربعين بحاراً، ومن هذه الأدوات الفطـام...

وهو المشبك الذي يضعه الغواص على أنفه منعا لدخول الماء منه إلى جوفـه حماية من الغـرق أثنـاء غوصه إلى قاع البحر لجمع الأصداف، ثم يشير إلى الثقـل «البِلذ»..

وهو كتلة من الرصاص يربطها الغواص في إحـدى رجليه لتعينـه أثناء عملية الهبـوط إلى أعماق البحر، ويرفع بين يديه «الـدّييـن»، وهو كيس يضعه الغواص في رقبته أثنـاء قيـامه بمهمة الغوص ليضع فيـه ما يجمعه من أصـداف ومحار أثناء كل عملية غوص تحت المـاء، ويشرح عن «اليـّـدا»..

وهو الحبل المتصل بين الغواص والسيب على ظهر السفينة، إذ عن طريقه يرتفـع الغواص إلى ظهر السفينة بعد كل عملية غوص إلى أعمال البحر.

فلق المحار

ثم يبدأ أحمد محمد الحمد الحمادي بالعملية الأكثر جذبا للجمهور، بعد أن يشرح عن استخدام الأداة التي بيده وتسمى «المفلّقـة» وهي أداة أشبه بالسكين يستخدمها البحـارة في عملية فتح الأصداف للبحث عما بداخلها من لؤلؤ، ويأخذ بفلق بعض المحار المكوم أمامه، والجمهور من حوله مشدود متشوق، حتى يعثر الحمادي على بعض حبات اللؤلؤ، التي يرغب الجميع بلمسها وتأملها.

ويتحدث النهام فهد محمد عيسى العلي عن صيد السمك فيقول: يمكن تحديد طرق الصيدعتماداً على حجمها، فأسماك السردين الصغيرة المُسماة بـ «العومة»، يتم اصطيادها عادةً بطريقة «الضغوة»، كما أن هناك طريقة الحدق، التي لا تتطلب جهداً جماعياً، وتتم باستخدام الصنارة المُزودة بالطعم في «الميدار» وهو الخطاف المعدني، والطعم أو «الييم»، وفي الختام فعاليات السوق الشعبية التي مددت أسبوعاً تم تكريم المشاركين فيها.

تقاليد

يبين أحمد عبدالله المهيري عضو فريق السوق الشعبية مسؤول الواجهة البحرية في السوق أن لدولة الإمارات العربية المتحدة، بحكم موقعها الجغرافي، تاريخاً حافلاً وتقاليد عظيمة وعريقة في بناء السفن وفي البحث عن اللؤلؤ أو صيد السمك، فقد ارتبط أهلها منذ قديـم الزمان، وفي عصر ما قبل النفط بالبحر الذي كـان مصدراً للغذاء والرزق ومنفذاً لاتصالهم بالعـالم الخارجي.