يستند «سيراميك دي فييتري» إلى تاريخ يعود إلى 500 سنة مضت، في هذا المجال، وفي مقره عاشت عشر طالبات من جامعة زايد عصر أول من أمس، أوقاتاً اختبرن فيها قدرتهن في رسم وتلوين السيراميك، في الرحلة التي تتواصل لغاية 1 يونيو المقبل، برعاية مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية، S.D.O.A، و«فاليو بارتنرز»، ضمن برنامج التبادل الحضاري بفصله الرابع الذي وضعته مؤسسة انطونيو جينوفيزي ساليرنو، والذي ترصد «البيان» أدق تفاصيله.

فن السيراميك

خلال جولة في أقسام المصنع اطلعت فيه الطالبات على قطع السيراميك الموزعة على جدرانه، والتي رسم عليها بعض التكوينات البسيطة كالزهور والزخارف بأنواعها، إلى أخرى رسم عليها لوحات تعيد إلى الأذهان مشاهد من العصور القديمة..

ومن ثم استمعت الطالبات إلى شرح مفضل من فرانشيسكو دي ماو مالك المصنع حول طريقة التعامل مع قطع السيراميك إلى أن تصل إلى شكلها النهائي. وتتم كما قال: برسم «اسكتش» على ورق الكاربون، ومن ثم طباعة الرسوم على قطعة السيراميك، لتأتي من بعد ذلك عملية التلوين بأيدي فنانين خبراء بهذا المجال، مستخدمين ألواناً خاصة بالسيراميك.

وأضاف: بعد التلوين يوضع السيراميك في الفرن ويكتسب درجة اللون النهائية التي تتغير عن الدرجة الأولى لتصبح أكثر قتامة. وأوضح دي ماو: في العادة تختلف مساحات السيراميك ما بين تلك التي توضع على الجدران، أو التي تستخدم للأرضيات. وأشار إلى أن المشتغل بالمصنع ينتج يومياً 125 قطعة، ويستغرق 3 دقائق في رسم وتكوين قطعة السيراميك.

ومن بعد الشرح تمكن فريق الرحلة من تلوين عدد من القطع، قبل أن يجتمعوا في غرفة أعدت لهن خصيصا، حيث قدم دي ماو للجميع حقائب ملونة بألوان علم الإمارات، تحتوي على «جاتلوك» يستعرض أبرز رسوم ونقوش السيراميك، مع دفتر مربعات يسهل عملية الرسم.

نمط الحياة

في كل التنقلات يمكن ملاحظة أن سالرينو مدينة تتشبع بالخصوصية، حيث إن أهل المدينة يعيشيون نمط حياتهم بهدوء، بعيداً عن توترات الحياة العصرية السريعة، بل ويتباهون بنمط هذه الحياة. ويظهر هذا من انعكاس هذا على طريقة قيادتهم لسيارتهم وعلى حفاظهم على استراحة الظهيرة..

حيث كل المحال والأسواق تغلق من الواحدة ظهراً إلى الرابعة عصراً، بينما تغلق على مدار الساعة في أوقات العطل التي يمارسون فيها حالة من الاسترخاء واللقاءات الاجتماعية، وهو ما يتطلب من القادمين الجدد من غير بلدان، التكيف مع هذا النمط وتوفير حاجياتهم في الأوقات المتاحة.

كما تتبدى خصوصيتهم بطبيعة مأكولاتهم التي تعتبر صحية لاعتمادها على نمط غذاء سكان البحر الأبيض المتوسط، والتي يدخل في تكوينها الخضار، وزيت الزيتون، بشكل أساسي إلى جانب الأسماك الطازجة والمأكولات البحرية الأخرى، وهو ما حرص المستضيفون للرحلة على تقديمه بأشكال وأنواع مختلفة، وفي أماكن مختلفة أيضاً.

وتمكن الجولة في هذه المدينة الالتقاء أحياناً بإيطاليين يعملون في الإمارات العربية المتحدة، أو بمن عملوا سابقاً بمنطقة الخليج مثل الرجل العجوز صاحب محال بيع بطاقات الاتصالات، والهواتف النقالة الذي قال: إنه عمل في اتصالات المملكة العربية السعودية لفترة من الزمن وأبرز لزواره من الخليج، رخصة القيادة السعودية، والتي ما زال يحتفظ بها إلى جانب عدد من الصور منها باللباس الخليجي.

علياء الشعفار : الطبيعة ميزان المكان

علياء الشعفار التي تخرجت حديثاً في جامعة زايد قسم «غرافيك ديزاين» أشارت في بداية حديثها إلى التباين الذي شعرت به عند وصولها إلى روما، إذ قالت: تتميز دبي ببنائها الشاهق الحديث، بينما لمست أن الطبيعة هي أكثر ما يميز هذا المكان.

وأضافت: أشعر بأن الأرض التي شاهدتها خلال الرحلة من روما إلى ساليرنو هي زراعية، وهو ما يجعلها أرضاً أقرب إلى الطبيعة، إلى جانب التاريخ. وأضافت الطريق متنوع كثيراً، وهو ما يجعلها رحلة استكشافية بامتياز.

وعبرت الشعفار عن الفائدة من المعلومات التي حصلت عليها من خلال مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية، S.D.O.A ..

وقالت: تم ذلك من خلال المحاضرتين اللتين ألقيتا علينا، إذ تناولت المحاضرة الأولى تاريخ الطباعة و«الغرافيك ديزاين»، وأوضحت: استطعت من خلالها الاطلاع على علاقة التسويق بالغرافيك ديزاين، كما اطلعت على معلومات لا أعرفها رغم دراستي في هذا المجال، كونهم مطلعين أكثر ولهم تاريخ طويل في فن الطباعة.

وأشارت الشعفار إلى أنها تركز في جانب آخر على تعلم الإيطالية، وقالت: علمتنا الدكتورة بنديتا بارافيا ممثلة عن مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية S.D.O.A الجهة الراعية للرحلة، بعض العبارات مثل أهلاً بكم في إيطاليا وغيرها. وأضافت: طلبنا منها أن تعلمنا عبارات تمكننا من التواصل مع الإيطاليين.

وقالت: كنت قد زرت ميلان من قبل، وتشجعني هذه الرحلة على أن أعيد زيارة مدينة ساليرنو مستقبلاً لما فيها من معارض، وورش لها علاقة بتخصصي.