يعتبر فن الخط العربي جزءاً من الفنون الجميلة، وتطور هذا الفن واصبح عبر التاريخ مظهراً حضارياً، له رواده ومبدعوه ومقلدوه، ومدارس ومعاهد، تمنح المتخصصين فيه شهادات واجازات علمية، كما ان هذا الفن لم يعد حكراً على فئة من الرجال، فقد دخلت المرأة هذا الميدان واصبحت بارعة فيه.

واصبح لها بصمة فارقة ومتميزة في هذا الميدان، «البيان» التقت بمحبي الخط العربي وبمجموعة من الخطاطات الإماراتيات اللاتي يتذوقن فن الخط العربي ويمارسن هذه الهواية الجميلة بشغف وحب.

الهوية العربية

وبسؤال الخطاط خالد الجلاف رئيس جمعية الإمارات لفن الخط والزخرفة عن دور المرأة الإماراتية ومستواها قال: يشكل تواجد المرأة الإماراتية على ساحة الخط العربي نسبة كبيرة وهي تهتم بهذا الفن من منطلق اهتمامها بالهوية العربية والإسلامية وتراثها وتاريخها لتعبر عنه من خلال فن الخط، والذي تنافس فيه الرجل لتصل مرحلة الإتقان والإبداع التي نلمسها من خلال اللوحات.

وأضاف: ولدعم الخطاطة الإماراتية نحتاج الى توفير المعلمين البارعين لمواصلة التعليم والتدريب، مع فتح المجال لهم للمشاركة من خلال المعارض الدولية التي تقام بالدولة، مع اقتناء اعمالهم المميزة لتشجيعهم على الاستمرار، كذلك فتح قنوات مع مؤسسات وجامعات عالمية لابتعاثهن بهدف صقل المهارة واخذ الإجازات من الأساتذة العالميين.

خصائص هندسية

واشارت الخطاطة فاطمة عبدالرحيم والمعروفة من خلال لوحاتها بتوقيعها باسمها الفني «جوري» والتي بدأت رحلتها في عالم الخط من عام 2001 من خلال دورات بمراكز الخط، وبرزت بالخط الكوفي وانواعه، وذلك لما تحتويه من خصائص هندسية وتشكيلية تختلف عن باقي الخطوط، حيث ان للخط الكوفي مرونة في التصميم سواء كان يدوياً او الكترونياً فهو مع قدمه قابل للتجديد ومن خلاله تبحث جوري عن اسلوبها الخاص والذي تفردت به وعرفت من خلاله.

وتؤكد جوري أن فن الخط من الفنون الجميلة والتي توسع الخيال من خلال تنسيق الحروف وانسجامها مع بعض وهو فن شمل الجنسين لكن اشتهر فيه الرجال لاتخاذهم له كحرفة، في حين ظل عند المرأة في خانة الهواية لتتميز به أكثر وتبدع خطوطاً متفردة ومنسجمة مع بعضها.

قواعد وقوانين

وتوضح الخطاطة مريم الفارسي في حديثها أنها دخلت عالم الخط لحبها كل أنواع الفنون، وتعلمت على يد عدة اساتذة وفنانين، لتصل الى مستوى يؤهلها للمشاركة في معارض داخلية وخارجية، كما توجد لديها محاولات لتشكيل وتصميم أسلوبها الخاص، كما أن دعم الحكومات بتوفير مراكز الخط والمؤسسات يشجع على الاستمرار.

كما تهتم الفارسي بالنص الذي تبدع في خطه حيث تعبر عن النص الذي أثر فيها لتختار جملها وعباراتها بعناية، وتوفير الأساتذة يدفعها للاستمرار والمواصلة على التدريب وزيادة المجهود، حيث إن الموهبة لا تكفي لإتقان فن الخط وتحتاج للمزيد من التوجيه والإشراف لاعتماد الخط على قواعد وقوانين دقيقة، وتجد أن الخط العربي يدخلها في لحظات روحانية مختلفة وتعتبره كأنها تمارس اليوغا من خلال ممارسة الخط.

تنوع الإبداع

ورثت الخطاطة شيخة محبوب حبها للخط من والدها وعززته من خلال مركز الخط بكلباء حيث كانت بداية المعرفة والشغف، وقد تتلمذت على يد عبدالرزاق المحمود واتخذت من الخط الديواني أسلوباً لها، اضافة الى الجلي الديواني وهو من أحب الخطوط لقلبها.

وتقول شيخة: لكل شخص طريقته الخاصة لإبراز فن الخط العربي. وبسبب تنوع الخطوط العربية، يتنوع الإبداع فيها من شخص الى آخر. وبما اني احب الخط الديواني الجلي فهو يعطيني مجالات وآفاقاً في ابراز جمال وروعة هذا الفن بما يتسم به من مرونة وتوظيف الخط على اي شكل اريده سواء كان اشكالاً هندسية او رسم الحرف بأي شكل ارغب به.

ورغم تميز الرجال في هذا الفن لكن يوجد الآن العديد من النساء اللواتي دخلن في مجال الخط وتخصصن به وحصلن على الجوائز.

أنواع

انواع الخط العربي كثيرة ابرزها : النسخ والثلث والثلث الجلي والديواني والجلي الديواني والرقعة والكوفي ، وتقول شيخة محبوب: اختياري لهذا الفن، لتميزه بالأصالة العربية فهو هوية كل عربي فلا بد من الحفاظ عليها، ونحن كخطاطين نحاول الحفاظ على هذا الفن كل بطريقته الخاصة والمتميزة.