تعتبر الصناعة التقليدية المغربية رافداً غنياً للتراث المغربي الأصيل وأحد المكونات الأساسية للشخصية المغربية الإبداعية والتي أنتجت موروثا حضاريا تتناقله الأجيال المتعاقبة، وتعكس فعالية المغرب في أبوظبي حنكة وعبقرية الصانع المغربي في العديد من الحرف اليدوية والتقليدية التي تحاكي الإرث القديم والتراث العربي الإسلامي والتأثيرات الأمازيغية ومن هذه الحرف الزليج والنقش على النحاس والنقش على الخشب وفن الخط والحناء والخياطة والسراجة.

أصالة

ويشكل الزليج أجمل التحف في الصناعة التقليدية المغربية باعتباره الشكل الفني الأكثر أصالة لها، فهو عبارة عن مربعات من الصلصال توضع في النار كي تنضج ثم تزخرف وقد تكون قطع الزليج أحادية اللون مثل الأزرق المائل إلى الخضرة أو البنفسجي أو الأسمر الفاتح أو الأصفر أو الأحمر وبأشكال عديدة، كالمثلث أو المعين أو المربع المنحني أو متوازي الأضلاع ويتطلب تشكيلها النهائي عملاً دؤوباً ومهارة يدوية عالية وتركيزا كبيرا وهذا ما جعلها تدخل في الهندسة المعمارية للقصور والمعالم التاريخية.

تصميم

وقال مسرار عبد اللطيف أحد الحرفيين المسؤولين عن تركيب قطع الزليج في الفعالية إن المغرب يعتبر موطن صناعة الزليج ومركزا أساسيا لها ويمتد تاريخيا إلى العصور الأندلسية، واعتمدنا هذا العام تصميما خاصا للفعالية يرتكز على الشكل الدائري واخترنا له مجموعة ألوان هي الأبيض والأخضر الفاتح والغامق وقليل من الأزرق والأحمر والبني، ودعا المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات الطيبة إلى زيارة فعالية المغرب في أبوظبي للاطلاع على هذه الحرف اليدوية التي يبرع فيها العرب بشكل عام والحرفيين المغاربة بشكل خاص والتي تشكل أحد مخزوناتهم التراثية الأصيلة.

نحاسيات

وعبر الطاهري الجوطي عبد الرفيع أحد المسؤولين عن النحاسيات المتوفرة بفعالية المغرب في أبوظبي عن سعادته بالتواجد على أرض الإمارات المعطاءة مشيداً بالعلاقات الأخوية بين الشعبين، داعيا في ذات الوقت المواطنين والمقيمين إلى زيارة الفعالية ليتعرفوا على حرفة النقش على النحاس وعلى أبرز منتجات هذه الحرفة المتميزة ومنها الثريات النحاسية وأواني الشاي والأطباق والأباريق والقدور والمغاسل والمباخر والخواتم والأساور والخناجر والقلادات وبقية أنواع الحلي والبنادق والمسدسات التقليدية وديكورات المنازل وغيرها الكثير من المنتجات.

النقوش

ويعد النقش على الخشب من الفنون الإبداعية الراقية والأصيلة التي اشتهرت به العديد من المدن المغربية فهو يستلهم خصائصه الفنية والجمالية من الفنون والحضارات القديمة التي توالت على المغرب وهو يرتبط ارتباطا عميقا بالفنون الإسلامية والإبداعات المشرقية الأندلسية لذا نجد الكثير من الأشكال التي يتم نقشها على واجهات الأبواب والنوافذ والسقوف والجدران والطاولات والآرائك وغيرها من المنتجات التي اتخذت كديكورات راقية في المساجد والقصور والفنادق الفخمة والمطاعم.

وقال المعلم بن حجو الصانع التقليدي لفن النقش على الخشب إن المشاركة بفعالية المغرب في أبوظبي لهذا العام لم تقتصر على عرض الصناعات وآلية العمل عليها بل امتدت أيضا للمساهمة في عملية بناء الرواق الذي يأسر الزائر عند دخوله فقد عمل على بنائه ما يزيد على 80 صانعا من أمهر الصناع في المغرب.

تقاليد

الفنون الجميلة التي تتوارثها الأجيال في المملكة المغربية منذ القدم لها مرجعيات قديمة وتقاليد عتيقة ترتبط بعمق الفنون الإسلامية والإبداعات المشرقية والأندلسية وغيرها، كما أن النقش على الخشب عرف أيضا ازدهارا كبيرا في العهدين الفينيقي والروماني، كما شهد تطورا في العصر الأندلسي كذلك. وانعكس ذلك على نمط المساكن والبيوت والفناءات فضلاً عن المساجد القديمة خاصة في المدن المغربية القديمة كفاس ومراكش وغيرها من المدن العربية والإسلامية.