يحمل الممثل الأردني خالد نجم من اسمه الكثير، لا سيما أنه برع في توظيف موهبته وإبداعه وطاقاته الفنية وذكائه في اختيار أدواره، بما حقق له شهرة عربية واسعة، وجعله جديراً بأدوار البطولة في كثير من المسلسلات، ومن بينها مسلسله الأخير «شوق»، الذي عُرض في رمضان الماضي.

وجسد خلاله شخصيتين رئيستين، ترجمتا بدقة إحساسه الكبير بالمسؤولية تجاه جمهوره، وحرصه على إقناع المشاهد عبر العناية بأدق تفاصيل الأداء والمظهر، ما جعله جديراً بلقب «مزيون» الدراما البدوية، الذي استلهمه بعض المعجبين من دوريه في المسلسل.

وقد كشف نجم لـ «البيان»، عن تعطشه الكبير للأعمال التراثية التي ترسخ البطولة والتقاليد الأصلية، مؤكداً أنها لا تزال تحتفظ بألقها وشعبيتها، وأنها الأقدر من غيرها على تعزيز إيجابية الشباب العربي، لما تحمله من قيم الخير والعطاء والإنسانية.

ويقول الممثل خالد نجم لـ «البيان»: تنوع الأدوار يبرز طاقات الممثل وموهبته بلا شك، وقد انقطعت عن الدراما البدوية لنحو 6 سنوات، بسبب المشاركة في أعمال فنية عصرية الطابع، وعندما عُرض علي المسلسل البدوي «شوق»، شعرت أنها الفرصة المناسبة.

لا سيما أنني كنت متعطشاً للتراث والصحراء والفروسية وتصميم المعارك القتالية، كما أن النص كان نوعياً وجديداً وغير تقليدي، ويشارك في العمل نخبة من الفنانين، مثل رشيد ملحس وياسر المصري وأمل الدباس وعاكف نجم ومارغو حداد، وغيرهم من النجوم.

سياق درامي

ولفت نجم إلى أن تجسيد شخصيتين في العمل نفسه، تطلب منه بذل مجهود كبير، لا سيما أن قصة المسلسل تدور حول فارس مقدام وشجاع يمتاز بالكرامة والشهامة والمروءة بين قومه، ولكن حاله ينقلب رأساً على عقب، بعد تورطه ظلماً وبهتاناً وزوراً في حب امرأة غجرية اتهمته بالرذيلة، ما اضطره إلى الهرب والإقامة في قبيلة أخرى، والتخفي بشخصية راعٍ ضعيف ومغلوب على أمره، يُلقبه أفراد القبيلة لاحقاً بالراعي المزيون.

نظراً لوسامته وفروسيته وشهامته التي ظهرت بشكل جلي عند استنجاد شيخ القبيلة به، ويمر الفارس في أحداث وعذابات كثيرة، مثل الجروح والإصابات وقطاع الطرق وقساوة الصحراء وغيرها، تنتهي بانتصاره على آلامه وخصومه وعودته لـ «ديرته» ضمن سياق درامي شيق ومثير.

خبرات فنية

وقال نجم: مع تراكم الخبرات الفنية على مدى السنوات، أصبحت أكثر شوقاً لمثل هذه الأدوار المعقدة، التي تتطلب سيطرة كبيرة على لغة الجسد وتعابير الوجه ونبرة الصوت وطريقة الحركة، وبما أنني رياضي بالأساس، فاللياقة البدنية لم تُشكل تحدياً كبيراً، على عكس طبيعة الصحراء ودرجات الحرارة المرتفعة، التي أرهقت فريق العمل.

استغلال الشهرة

وتطرق نجم للحديث عن أهمية وعي الممثل بانتقاء أدواره، فلا يسمح لأي جهة باستغلال إبداعه وشهرته ومحبة الناس له، لتمرير أفكار هدامة للمجتمع وشبابه، عبر تقديم أدوار ملغومة، فيكون كمن يدس السم بالعسل دون أن يقصد، وقال: للدراما تأثير كبير في الشباب العربي، والمسلسلات البدوية جرعة درامية صحية، كونها ترتكز على الخير والأخلاق والفضائل وإغاثة الملهوف، وتعالج مختلف القضايا بحكمة، وتصدر نماذج مُلهمة للشباب والشابات، وما أحوج المجتمعات العربية لدعم إنتاج هذا اللون الدرامي الهادف والراقي، بدلاً من إشغال عقول الناشئة بالمسلسلات التركية.

قصة حب

وبسؤاله عما إذا كان دور «جبل» الذي قدمه الممثل تيم حسن في مسلسل «الهيبة»، ضمن الأدوار الملغومة، أوضح نجم أن تيم حسن من عمالقة الفن الذين استطاعوا ملامسة قلوب الناس بأدائهم وإبداعهم، وقال: اعتمد «الهيبة» على ممثلين محترفين وموهوبين لتعزيز تعاطف الناس مع رجال عصابات المخدرات، وتسويق فكرة تداول هذه السموم بشكل طبيعي في المجتمع، من خلال قصة حب وأحداث عاطفية مؤثرة، انتهت بعيش «جبل» وعائلته حياة هانئة، واستمرارهم بنجاح في تسميم المجتمع بالمخدرات.