أن تلقي بنظرة على محتوى الإعلام العربي، لا بد أن تستشعر مدى المسافة التي تفصله عن نظيره العالمي الذي استطاع أن يوظف التقنيات الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي لصالحه، من خلال تعزيز صناعة المحتوى الإعلامي، إلا أن الأمر بدا مختلفاً في المنطقة العربية، حيث لا تزال القنوات التلفزيونية تسعى جاهدة إلى منافسة نظيرتها العالمية، لتدخل نطاق البرامج الأجنبية والقيام بعملية «تعريب» شاملة لها.

وفي ظل أهمية وجود مثل هذه البرامج على خريطة القنوات العربية، حيث تحمل دلالة على ما تتمتع به من انفتاح على الآخر، إلا أن هذه القنوات لا تزال مطالبة بضرورة فتح المجال أمام المواهب العربية الشابة، للمساهمة في صناعة المحتوى العربي الإعلامي، بطريقة تتناسب مع احتياجات الجيل الجديد.

ووفقاً لأيمن الزيود، الرئيس التنفيذي لشركة كاريزما، المسؤولة عن إنتاج مجموعة من أشهر البرامج التلفزيونية خلال السنوات الـ 10 الأخيرة، مثل «معالي المواطن» و«يا هلا»، فقد ساهمت القفزات الرقمية الحديثة بتحويل التلفزيون حالياً إلى مجرد أداة عرض، وليس جهازاً لصناعة المحتوى، كما كان سابقاً، وأشار في حواره مع «البيان» إلى أن القطاع التلفزيوني بات يحتاج إلى ثورة حقيقية في صناعة المحتوى.

وقال إن كافة جهود التطوير العربية لا تزال متواضعة في مواجهة المنافسة العالمية، وأكد على ضرورة تمكين المواهب العربية الشابة، والاستفادة من انفتاحها على الثقافات الأخرى، واصفاً فكرة تعريب البرامج الأجنبية بـ«الحل المبتكر» للمحافظة على جاذبية التلفزيون العربي.

مواجهة

الحديث عن صناعة المحتوى الإعلامي العربي، لا بد أن يقود إلى استشراف مستقبل التلفزيون في المنطقة العربية، في ظل ما أحدثته التقنيات الحديثة من قفزات نوعية، ساهمت في رفع مستوى هذه الصناعة.

وفي ذلك قال الزيود: «بلا شك أن ما حققته التقنيات الحديثة من قفزات، قد حولت التلفزيون في المنطقة العربية إلى أداة عرض فقط، حيث لم يعد كما السابق، جهازاً لصناعة المحتوى، الأمر الذي بات يستلزم ثورة حقيقية في صناعة المحتوى الإعلامي في المنطقة العربية». وبين أن كافة جهود التطور التي شهدتها الصناعة خلال السنوات الأخيرة، ظلت متواضعة في مواجهة المنافسة العالمية.

وقال: «لرفع مستوى المواجهة، اعتقد أنه لا بد من إيجاد حاضنات أعمال للمبدعين والمبتكرين من الشباب العربي، وإعطائهم الفرصة وتمكينهم من صناعة المحتوى العربي القادر على جذب الأجيال الجديدة التي اتجهت إلى الإنترنت».

300

قال أيمن الزيود عن فتح المجال أمام المبدعين الشباب وتقبّل الأفكار الجريئة غير التقليدية مع المحافظة على هويتنا وثقافتنا العربية: «بتقديري أن الجيل الجديد هو الأقدر على تفهم احتياجات الحاضر والمستقبل، وامتلاكنا سوقا كبيرة يقطنها أكثر من 300 مليون شخص يتحدث العربية». ورغم ذلك، يصف تعريب البرامج الأجنبية بـ«الحل المبتكر» الذي حافظ على جاذبية التلفزيون العربي واستقطابه للملايين».