استقطبت الدورة الرابعة من المعرض السنوي «فنون العالم دبي» جمهوراً لافتاً شهد افتتاحها أمس في قاعة «زعبيل 3» بمركز دبي التجاري العالمي الجهة المنظمة للحدث، إلى جانب عدد من المسؤولين بينهم بطي سعيد الكندي النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة مركز دبي التجاري العالمي، وهلال سعيد المري مدير عام سلطة مركز دبي التجاري العالمي والمدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، وسعيد محمد النابودة المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون الداعمة للمعرض، والقيّمة على المعرض زاهرة موثي. ويتجلى التجديد في هذه الدورة على مختلف الصعد من تصميم المخطط العام للمعرض الذي يشارك فيه 149 غاليري وفنانا مستقلا، إلى جانب الأنشطة والفعاليات الداخلية والخارجية بمساحة قدرها ستة آلاف متر مربع، حيث يشعر الزائر أنه يتجول بأجواء قريبة من الأحياء المتجاورة والمفتوحة على بعضها البعض.
إبهار
كما يعكس كثافة عدد المشاركين مقارنة بالدورات الماضية، خاصة على مستوى الفنانين المستقلين الذي أتوا من القارات الخمس، مثل بيرو وروسيا وانجلترا واليابان والهند والعديد من البلدان العربية وغيرها، والتي يبلغ عددها 43 دولة. علماً أن خصوصية المعرض مستمدة من أسعاره المعتدلة. ويعيش الزائر حالة الإبهار لحظة دخوله المعرض، ليتوقف أمام غاليري سوغي الروسية التي يطالعه فيها عمل طريف للفنانة إيرينا لوغوشينا، تجمع فيه بين النحت والفن التفاعلي، حيث تجلس منحوتتها «الساحرة العجوز» من القرون الوسطى على كرسي لإحدى الحدائق العامة، ليتفاجأ بعد لحظات بحضورها الحي أمامه لتجمع أزياء هذه الشخصية المرحة بين الفولكلوري ومؤثرات الماكياج السينمائي.
ويتوقف مجدداً أمام تجربة الفنان العماني علي اليعقوبي، الذي استلهم إحدى لوحاته الرمزية بفكرتها من السلحفاة المائية المهددة بالانقراض، مستخدماً الأسلوب الفني البدائي لأقوام أستراليا الأصليين الذي يعتمد على التنقيط، رابطاً بين الكائن وسواحل هذه القارة التي تستقبل النسبة الأكبر منه. ويطالعه مجدداً مشهد فني طريف، حيث تقوم الفنانة ماريسكا المقيمة في دبي والتي تستخدم في تكوين لوحاتها مخلفات المواد الاستهلاكية، والتي حولتها إلى ثوب ستستمر في ارتدائه وزميلتها كما تقول لمدة 30 يوماً ضمن حملة للتوعية وحماية البيئة.
سحر الشرق
وينتاب الزائر إحساس بالدفء والسكينة، أمام ثلاث لوحات في غاليري «ريثم آرت» من الهند، لخصوصية ألوان التشكيلية شارون مندوزا المستلهمة من سحر الشرق وتربته والتي لا تتحقق إلا بالألوان الزيتية، مع جمالية تداخلها وتناغمها في تكويناتها الهندسية التي تعتمد ليونة الخطوط، وتكرار الوحدة وفق أسلوبها، ولوحة أرشد حسين المستلهمة من التراث الخليجي. وأسوة بكل عام فإن زيارة الأجنحة اليابانية التي تشغل حيزاً كبيراً من مساحة المعرض، تشكل علامة فارقة في الجولة حيث يتعرف الزائر في كل دورة، على فنون مختلفة من ثقافتهم التي تجمع بين هوية تراثهم والمعاصرة. وأبرزها في هذه الدورة الأعمال الخزفية للفنانة جينكو كيكومي ذات الخصوصية في جمالية التكوين والألوان والتي استلهمتها من لوحات لفنانين قدماء مستخدمة في البعض منها «البلاتينيوم» الثمين.