توفيت،أمس، عن 49 عاماً، الممثلة السورية مي سكاف. وتحدث فنانون سوريون مقربون من الراحلة سكاف (مواليد دمشق 1969) عن تعرضها لنوبة قلبية أدت إلى وفاتها في العاصمة الفرنسية باريس.
رصيد فني
مي سكاف صاحبة الأدوار الصعبة، كما يصفها النقاد، حققت حضوراً مختلفاً منذ ظهورها بداية التسعينيات من القرن الماضي، وتميزت بأدوارها الجادة، متألقة دوماً في كل ما تنجزه من أعمال درامية ومسرحية، وحتى ثقافية، وهي حائزة على إجازة في الأدب الفرنسي من جامعة دمشق، وعلمت محررة ومترجمة ومذيعة في إذاعة دمشق «القسم الفرنسي 1989»، وترجمت العديد من المقالات والتقارير المسرحية والسينمائية في مجلتي"الحياة السينمائية" و"المسرحية"، اللتين تصدران عن وزارة الثقافة في سوريا، وشاركت طلبة الجامعة في تقديم أعمال مسرحية في المركز الثقافي الفرنسي، وهي عضو في فرقة المسرح للهواة / المركز الثقافي الفرنسي في الأعوام 1987 / 1990، وممثلة ومساعدة مخرج للعديد من العروض.
اختيار النقاد
صنعت الممثلة الراحلة لنفسها مكانة مهمة جداً، إذ لفتت اهتمام المخرج السينمائي ماهر كدو، الذي اختارها لبطولة فيلمه «صهيل الجهات»، كان ذلك عام 1991، فتألقت من جديد في هذا الفيلم، ما شجع المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد، الذي اختارها لفيلم «صعود المطر»، والمخرج نبيل المالح الذي اختارها في ما بعد لمسلسله السينمائي «أسرار الشاشة»، وفي مسلسل «العبابيد» (1996)، حققت الراحلة نجاحاً جماهيرياً ساحقاً في دور «تيما»، ولقبها النقاد والمخرجون ببطلة الأدوار الصعبة، رغم أنها كانت دائماً مقلّة في أعمالها الفنية، أهمها مسلسل «المنعطف»، وشخصية هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان في مسلسل «عمر» 2012 من إخراج حاتم علي، الجدير بالذكر، أن آخر أعمالها، الفيلم القصير «سراب» عام 2017، وتم تصويره بالكامل في العاصمة الفرنسية باريس.
مساهمات
يذكر أن الراحلة مي سكاف، كانت ناشطة في المعارضة السورية. وقد كان لها، منذ بدايات انطلاقتها الفنية، دور فعال في العديد من المساهمات والفعاليات الثقافية ذات الصلة بصناعة السينما والتلفزيون، وكل تلك الأفكار تجلت في مشروعها الفني والتعليمي «تياترو»، الذي تأسس في 2004، وهو عبارة عن معهد يضم مجموعة كبيرة من الشباب، وحتى الأطفال، الذين يعشقون الفن والتمثيل بأنواعه «مسرح - دراما - سينما»، لخلق مناخ فني ثقافي بإمكانات ذاتية، غاية إيجاد فرص عمل تلبي طموح الشباب، حيث ساهمت في إنجاز عروض مسرحية مهمة من إنتاج «تياترو»، وأيضاً تأهيل شباب يساعدون في عملية «صناعة السينما السورية».