للعام الثامن على التوالي، ينظر الشباب العربي إلى الإمارات العربية المتحدة باعتبارها نموذجاً يحتذى به للدول الأخرى، والبلد المفضل للعيش فيه، وذلك وفقاً لنتائج استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الحادي عشر لرأي الشباب العربي الذي صدر اليوم.

وتستند نتائج هذا الاستطلاع إلى 3,300 مقابلة شخصية أجرتها شركة الأبحاث العالمية "بي إس بي" خلال الفترة بين 6 – 29 يناير 2019 مع شبان وشابات عرب ينتمون للفئة العمرية بين 18 – 24 عاماً في 15 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبنسبة توزع للعينة 50:50 بين الذكور والإناث.

ويقول ما يزيد على اثنين من أصل كل خمسة (44%) شبان وشابات مشاركين في الاستطلاع إن الإمارات العربية المتحدة هي البلد الذي يريدون العيش فيه، تليها كندا (22%)، والولايات المتحدة (21%)، وتركيا (17%)، والمملكة المتحدة (15%). وحافظت الإمارات على صدارتها في قائمة الدول المفضلة للشباب العربي للعام الثامن على التوالي، وقد رسخت مكانتها تحديداً منذ عام 2015 حين اعتبرها 20% من الشباب العربي وجهتهم المفضلة للعيش، وهو رقم تجاوز الآن الضعف في عام 2019.

وينظر الشباب العربي إلى الإمارات أيضاً بصفتها دولة نموذجية، حيث يقول 42% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يريدون لبلدانهم أن تقتدي بها متفوقة بذلك على أي بلد عربي أو أجنبي آخر. وحلت الولايات المتحدة واليابان في المرتبة الثانية بنسبة 20% لكل منهما، تليهما تركيا (19%)، ومن ثم كندا (18%).
كما يعتبر الشباب العربي دولة الإمارات حليفاً قوياً لبلدانه، حيث ينظر 93% إلى الإمارات باعتبارها دولة حليفة، متفوقةً بذلك على بقية الدول العربية (مصر 84%، المملكة العربية السعودية 80%) والأجنبية (تركيا 68%، روسيا 64%، والولايات المتحدة 41%).

وبهذه المناسبة، قال سونيل جون، مؤسس ورئيس "أصداء بي سي دبليو" – الشرق الأوسط: "إن المكانة المتنامية التي تحظى بها الإمارات لدى الشباب العربي، باعتبارها المكان المفضل للعيش والدولة التي يريد لبلدانه أن تقتدي بها، يؤكد على سداد الاستراتيجية التنموية والرؤية المستقبلية للقيادة الإماراتية. وخلال السنوات الثماني الماضية من الاستطلاع، نمت الصورة الإيجابية للإمارات بشكل مطرد على أساس سنوي، مما يؤكد على مكانتها كمنارة حقيقية للأمل ونموذجاً للدولة التي يطمح شباب المنطقة للعيش فيها".

وأضاف جون: "ابتداءً من الاستثمار في بنية تحتية عالمية المستوى وانتهاءً بتركيز قيادة الدولة على بناء مدن ذكية ومستدامة والاستفادة من مزايا الثورة الصناعية الرابعة، يواكب النموذج الإماراتي تطلعات الشباب العربي إلى إيجاد فرص عمل مجزية والتمتع بمستوى حياة جيد".

ويعزى إعجاب الشباب العربي بدولة الإمارات إلى توفيرها مجموعة واسعة من فرص العمل (38%)، تليها مستويات السلامة والأمان التي تتمتع بها الدولة (36%) والرواتب المجزية (30%). كما يعتبر الشباب العربي دولة الإمارات مكاناً جيداً لتكوين أسرة (22%)، فضلاً عن تمتعها بمنظومة تعليمية عالية الجودة (20%)، واحتضانها الأجانب بكل رحابة صدر (20%).

ويرى سونيل جون أن أسباب شعبية الإمارات تتخطى عوامل الأمان وفرص العمل المجزية، وقال موضحاً: "أعتقد أن النمو الذي شهدته الإمارات خلال السنوات الثماني الماضية يعود في المقام الأول إلى نجاحها في تحقيق الرؤية التي أرستها قيادة الدولة قبل سنوات في أن تصبح ’الدولة النموذج‘، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وإنما في العالم أجمع– نموذجاً حقاً يرنو إليه الشباب بصورة خاصة".

وفي عام اختارته الإمارات عاماً للتسامح، شهد الربع الأول منه زيارة البابا فرانسيس إلى أبوظبي في فبراير - وهي أول زيارة لحبْرٍ أعظم إلى منطقة الجزيرة العربية – وأعقبه بعد شهر واحد فقط استضافة الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية في العاصمة أبوظبي. وستشهد البلاد العام القادم حدثاً عالمياً آخر هو إكسبو 2020 دبي الذي من المتوقع أن يستقطب 25 مليون زيارة، وأن يأتي 70% من زواره من خارج دولة الإمارات.  

وأضاف جون: "حين تختار الإمارات المضي قدماً في مسار التسامح، فإنها تسير بذلك عكس تيار النزعات القومية الجارف الذي يجتاح المنطقة وأغلب أنحاء العالم. وكما نرى، فإن الانجراف هنا قوي نحو نشر قيم الانفتاح والتسامح والعيش المشترك".