أكثر من مليون كتاب مستعمل، وبأسعار زهيدة، تطرح بمهرجان الكتاب المستعمل بالشارقة، في دورته السابعة، الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، منذ عدة سنوات، في عملية تدوير للثقافة، تتعزز بها مكانة الكتاب، وتقدم المعرفة والعلم بطرق سهلة وممكنة للجميع، حيث يسعى المهرجان لتقديم الكتب المنوعة والمختلفة، وسط أجواء الطبيعة، بحديقة النخيل على كورنيش بحيرة خالد، من الساعة 10 صباحاً إلى 10 مساءً.

مورد مبتكر

«البيان» التقت جهاد عبد القادر، المنسق العام لمهرجان الكتاب المستعمل، والذي تحدث عن تفاصيل المهرجان وأهدافه، وقال: ينطلق المهرجان الذي بدأ عام 2006، والمستمر إلى الآن، بالتزامن مع احتفالية «الشارقة العاصمة العالمية للكتاب»، ويهدف إلى تعزيز مكانة الكتاب، والتشجيع على القراءة، والعمل التطوعي، وإيجاد مورد مبتكر لدعم الخدمات المقدمة لأصحاب الهمم، إضافة إلى التعريف بقضايا الإعاقة والخدمات التي تقدمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

وأضاف: يمتد المهرجان بين 26 و29 فبراير الجاري، ويحمل الكثير من الكتب المنوعة والمناسبة لجميع الأعمار، وتتراوح الأسعار فيه بين درهم و20 درهماً، ويأتي الكثير من الجمهور خلال المهرجان، للتبرع بكتبهم المختلفة من ناحية المضمون واللغة، حيث تتوافر الكتب بعدة لغات، وهي العربية والإنجليزية والأوردية، وقد نجد من بين الكتب، إصدارات جديدة وقديمة، يرجع بعضها لعشرينيات القرن الماضي.

مشاركة واندماج

وتابع المنسق العام للمهرجان: يقوم على المهرجان نحو 88 شخصاً من المنظمين، و170 متطوعاً، عملوا على فرز وتسعير وتنظيم الكتب والمهرجان، وقد شارك أصحاب الهمم كمتطوعين، ونحن فخورون بهم، وبقدرتهم على المشاركة والاندماج بالمجتمع.

وذكر عبد القادر أن هناك دعماً كبيراً من الأسر والمقيمين للتبرع بالكتب، حيث أصبحت مدينة الشارقة معروفة بتنظيمها لهذا المهرجان، لذلك، يتم التبرع بكتب جامعية علمية ومراجع مهمة وقصص وكتب تاريخ، ويحظى المهرجان بإقبال كبير، وتلقينا العديد من الاتصالات الخارجية والمستمرة لمعرفة تفاصيله، حيث بالإمكان عمل مكتبة صغيرة بمبالغ مناسبة للجميع، وهناك رضا تام عن الأسعار، وقد جاء أحد طلاب الجامعة، والذي يدرس الماجستير، للبحث عن أحد الكتب التي تعتبر غالية في السعر، حيث يصل سعرها إلى 900 درهم، ووجدها معروضة للبيع بـ 4 دراهم فقط، فالهدف ليس مادياً، بل منح حق القراءة للجميع.

المحرك الأساسي

وأشار عبد القادر إلى أن الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، هي أول من أطلق هذه الفكرة الثقافية، عبر النسخة الأولى من مهرجان الكتاب المستعمل في 2006، لتصنع ما يسمى بتدوير الثقافة، فهي المحرك الأساسي والمشجع والموجه لتقديم الأفضل، وبتوجيهاتها، تم تخصيص أماكن خاصة وممرات لأصحاب الهمم، لتسهيل وصولهم وتجوالهم بالمهرجان، كما تم تركيب شاشة عملاقة لعرض فعاليات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، لتوعية المجتمع، والتعريف بنشاطات أصحاب الهمم، وعرض الأفلام الوثائقية، إضافة لتوفير مسرح ومنطقة للألعاب والمأكولات الخفيفة والفعاليات المختلفة، منها فعالية الكاتب الصغير.

مجتمع مثقف

وأكدت الكاتبة تسنيم أبو شاويش، أن مبادرة كهذه من مؤسسة الخدمات الإنسانية، هي بادرة طيبة وعميقة جداً، حيث إنها تشجع بشدة على القراءة، بسبب رخص أسعار الكتب، ما سيحث القرّاء، وخاصةً الطلبة منهم، على القراءة، هذه التسهيلات المقدمة، ستزيد من إقبال الناس على القراءة، وبالتالي، خلق مجتمع مثقف ومطّلع.

نشر الثقافة

وأشارت الكاتبة سميرة خليفة، المدربة المعتمدة في تطوير الذات، إلى إن عملية تدوير الكتب وإعادة استخدامها وبيعها، من الأمور المهمة جداً، بشرط أن تكون الأسعار منخفضة، وفي متناول الجميع، وأن تكون هناك خصومات واضحة، تسهم في إثراء هذه العملية، وهذا ما نلمسه في الإمارات، من خلال المبادرات القيّمة التي تقام بشكل مستمر.