أوصَت لجنة دوليّة مستقلّة مؤلفة من ثلّة من الإعلاميّين بمنح الصحفيّة الاستقصائية الكولومبية جينيث بيدويا ليما جائزةَ اليونسكو/ غيليرمو كانو العالمية لحرية الصحافة للعام 2020.

كرّست الصحفيّة جينيث بيدويا ليما، المولودة في العام 1974، قلَمها الصحفيّ لتغطية الصراع المسلّح في كولومبيا، وإصدار بيانات بشأن عمليّة السلام في البلاد، فضلاً عن التحقيق في قضايا العنف الجنسي ضد المرأة.

وكانت بيدويا قد تعرّضت للاختطاف والاعتداء الجنسي في العام 2000 على خلفيّة قضيّة تهريب الأسلحة، التي كانت تحقّق بها لصالح صحيفة "الاسبيكتادور" اليوميّة.

وانضمّت بعد مرور ثلاث سنوات إلى طاقم عمل صحيفة "التيمبو"، لتتعرّض مرّة أخرى للخطف على يد مجموعة من ميليشيات القوات المسلحة الثورية الكولومبية السابقة.

وتعقيباً على منحِ بيدويا هذه الجائزة، قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي: "تنمّ مسيرة جينيث بيدويا ليما، التي لا تنفك تتعرض لمخاطر جمة غير مقبولة لكونها امرأة وصحفية، عن جسارة والتزام أكسباها احتراماً عميقاً". وأضافت مؤكدّة: "إنّنا بحاجة إلى عمل الصحفيين المهنيّين والمستقلّين أمثال السيّدة بيدويا".

ومن وحي الظروف التي نعيشها اليوم، أضافت المديرة العامّة لليونسكو: "تسلّط الجائحة التي نشهدها اليوم الضوء على الدور الحاسم الذي يضطلع به الصحفيّون من أجل تزويدنا جميعاً بمعلومات موثوقة حاسمة، في بعض الحالات، خلال أوقات الأزمات". وتابعت قائلة: "كما أنّها تكشف المخاطر العديدة التي تواجه الصحفيين في كل مكان في العالم أثناء ممارسة عملهم"، بحسب ما أفادت منظمة اليونسكو على موقعها الإلكتروني.

وفي تصريح لها، قالت رئيسة لجنة تحكيم الجائزة، جيزال خوري: "إنّنا بإسناد جائزة حرية الصحافة إلى جينيث بيدويا ليما، إنّما نُقِرّ ونعترف بشجاعتها البارزة والتزامها الدؤوب بكشف قضايا جوهرية بالنسبة للمجتمع"، "ومن هذا المنطلق، فإنّ لجنة التحكيم تضمّ صوتها إلى بيدويا ليما ونُدين أشدّ الإدانة تفاقمَ أشكال العنف الممارس ضد الصحفيات في أمريكا اللاتينية وأجزاء أخرى من العالم، ونثمِّن جهودها لعكس هذا الاتجاه العالمي المثير للجزع".

يذكر أن جائزة اليونسكو/ غيليرمو كانو العالمية لحرية الصحافة تُمنح سنوياً في إطار الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 مايو، لكن الأزمة المترتّبة على كوفيد-19 استدعت تأجيل كلّ من حفل تسليم الجائزة لهذا العام والمؤتمر الرئيسي، الذي كان من المزمع انعقاده في لاهاي بالتعاون مع حكومة هولندا. إلا أنّه سيتم تنظيم سلسلة من الأنشطة والفعاليات عبر الإنترنت للوقوف على أهمية حرية الصحافة والدور الحاسم الذي يضطلع به كل صحفيّ مستقل من أجل ضمان الوصول إلى المعلومات في فترة الجائحة.

يتمثل الهدف من الجائزة، التي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار أمريكي، في تثمين جهود أي شخص أو منظمة أو مؤسسة كانت لهم مساهمة بارزة في الذّود عن حرية الصحافة ومناصرتها، لا سيما في وجه المخاطر.

وتحظى الجائزة بتمويل من مؤسسة غيرمو كانو (كولمبيا) ومؤسسة سانومات هيلزينغن (فنلندا) وصندوق ناميبيا ميديا ​​تراست، وتمنح سنوياً بعد مداولات تعقدها لجنة تحكيم مستقلّة حيال مسيرة ثلّة من الصحفيين المشهورين في شتّى بقاع الأرض.