يتجاور التراث العالمي مع التراث الإماراتي في مشهد متناغم، يعكس التقدير الدائم للتراث الإنساني في مهرجان الشيخ زايد، الذي يحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ويقام بتوجيهات ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبإشراف ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة.

مظاهر تراثية

يقدم مهرجان الشيخ زايد، المقام في منطقة الوثبة في أبوظبي، لغاية 21 فبراير من عام 2021، من خلال ساحته وأركانه المتنوعة، آلاف الفعاليات التي تمزج الطابع المحلي مع العالمي، عبر فعاليات جماهيرية كبرى، تناسب جميع أفراد العائلة، وتجمع بين التراث الإماراتي والعالمي.

في هذا السياق، يتعرف الزوار إلى مسيرة وتاريخ الاتحاد، وجوانب متعددة من الثقافة الإماراتية، وذلك من خلال العرض التمثيلي الحي للحرف والصناعات التقليدية الإماراتية، التي تبين للزوار العديد من الأدوات التي استخدمها الإماراتيون في معيشتهم اليومية، حتى الماضي القريب، وذلك من خلال الصناعات التي ينتجها الحرفيون والحرفيات بمهارة وإتقان أمام الجمهور، مثل التلي والخوص وصناعة شباك الصيد، وغير ذلك، حيث تُعرض بعض هذه المنتجات في السوق الشعبي، إلى جانب المنتجات التي ما زالت تجذب الإماراتيين، مثل الدخون والعطور.

ولم يقتصر الأمر على إبراز أهم الصناعات الفلكلورية، بل عرف المهرجان بأسلوب المعيشة في الماضي، من خلال نماذج للبيت الإماراتي التقليدي، الذي يحاكي التراث العمراني لمباني القطارة في مدينة العين، ما يفيد في التعريف بالعادات والتقاليد الإماراتية.

عروض العالم

وفي موازاة ذلك، يعرض المشاركون من دول العالم منتجاتهم الفلكلورية في المهرجان، من خلال الأحياء الخاصة، التي تمثل طابع كل دولة من الدول المشاركة في المهرجان، لينقلوا صورة حية لفنونهم المتنوعة، عبر ورش عمل تفاعلية، يصنعون خلالها منتجات تقليدية يدوية، مستخدمين خامات متنوعة، مثل الأخشاب أو الجلود أو خامات أخرى، كما يظهرون في أركان أخرى التراث المعماري وجمالياته، إلى جانب إظهار تفاصيل وجمالية الملابس التراثية لدولهم، من خلال العروض الفنية اليومية لمختلف الفرق الفلكلورية العالمية، التي تجوب أرجاء المهرجان معاً، بأهازيجها التراثية الشعبية، من مختلف حضارات العالم.