كتاب «الحرف والمهن في الإمارات» للكاتب عبد الله صالح، يلقي الضوء على الحِرَف والمِهَن في الدولة بشكل مفصل. واشتمل، فضلاً عن المقدمة، على موضوع عن الحِرَف والمِهَن في التراث والتاريخ، موضحاً فيه الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج العربيّ التي ترجع إلى العصور القديمة، وبالتحديد إلى العام 323 ق.م.
حيث أدرك أهميتها الإسكندر المقدونيّ، فأمر قادته بالدخول إلى المنطقة بهدف توسيع رقعة إمبراطوريته، وما أعقب ذلك من تطورات تاريخيّة عاشتها الأمة الإسلاميّة، حتى جاء العام 1479م عندما اكتشفها الرحالة البرتغالي فاسكودي غاما، لتدخل المنطقة حقبة تاريخيّة جديدة من الاستعمار البرتغالي الذي استمر طويلاً. الحِرْفَة والمِهَنة في التراث.
أشار الكاتب لقدوم العصر الإسلاميّ الذي أنصف هذه المنطقة واستعاد ازدهارها بعد هجرات القبائل من داخل الجزيرة العربية، واستقرارها على شواطئ الخليج العربيّ. انتقل بعدها لتعريف الحِرْفَة والمِهَنة في التراث في معاجم اللغة العربيّة، أعقبها الحديث عن العُملات المُنتشرة قديماً في الإمارات وهي: الروبية الهندية، والروبية الخليجية، والعُملات الخليجيّة: ريال دبي، ومسميات تلك العملات مثل:
(خرده، غوازي، يوبليه، بيزه، روبية، ريال، الدينار) ثانياً: ارتباط المِهَن بأهل المنطقة عرض المؤلف لدلالة ارتباط المِهَن بسكان المنطقة وانتقالها من الأجداد إلى الآباء ومنهم إلى أبنائهم، لأنّها مصدر رئيس لرزقهم في الحياة، حتى باتت حِرَفهم ومهنهم كنية لاصقة بهم. ومن هذه العوائل، الاستاد والبناي والمطوّع والصايغ والمعلم والحواي والملا والبحّار والسمّاج والحدّاد والنجّار والقلّاف والعبّار والكَيتُوب والقاضي والقصّاب.
أشار الكاتب لموقع الإمارات الجغرافي وتعدد المناخات، الذي أدى إلى ظهور حرف ومهن لمنطقتها قبل أن تعرف لأصحابها وظهرت أربع بيئات وهي: «البيئة الصحراوية، البيئة البحرية، البيئة الريفية، البيئة الجبلية».
ثم تحدث مؤلف الكتاب عن الحِرَف والمِهَن حسب المظاهر الاقتصادية والمتمثلة في: الغوص، صيد السمك، البناء، صناعة السفن، التجارة، النقل البري، النقل البحريّ، الرعي، الزراعة.
ثم عرض لأشكال الحرف والمِهَن التقليدية وأنواعها وما اعتمد منها على الخبرة اكتسب عن طريق الوراثة أو ما اعتمد فيها على القوة واللياقة أو الدقة أو على النصبّ والخداع أو على الظروف الموسميّة، بينما تناول لتأثير الحرف والمِهَن في المجتمع الإماراتيّ في نواحي الحياة الاجتماعيّة والحياة الاقتصاديّة والأدب الشعبيّ ذاكراً نماذج منها في الشعر النبطيّ والمواويل البحريّة والأمثال الشعبيّة بعدها ذكر لأثر التحولات الاقتصاديّة على المِهَن وعوامل انتشارها وانحسارها.
تناول الكاتب عبد الله صالح في هذا الجزء من كتابه، والذي امتد ليشغل نحو ثلثي صفحاته ذاكراً فيه (247) حِرْفَة ومهنة مارسها الناس في عموم دولة الإمارات، وقد بدأها «بحرف الألف» «استاد»، وختمها «بـحرف الياء» بـ «يلاب»..