: "زاك كينغ" اسم يعرفه أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ذاعت شهرة الأمريكي الشاب الذي لم يتجاوز العقد الثالث من العمر، على نطاق واسع بفضل إبداع تميّز به وارتبط باسمه ومنحه قاعدة ضخمة من المتابعين في شتى أنحاء العالم، ومكّنه من التفرد بفن بصري جديد ربما لم يسبقه إليه أحد، ويعتبر اليوم اتجاهاً جديداً من الاتجاهات الإعلامية الحديثة.
ومع حرص "منتدى الإعلام العربي" على مواكبة كافة المتغيرات المتلاحقة على الساحة الإعلامية الإقليمية والدولية، وما تحمله من ظواهر جديدة ولافتة.
ستتضمن الدورة الرابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي، والتي ستعقد أعمالها في مدينة جميرا، بدبي خلال الفترة من 12-13 مايو الجاري، جلسة خاصة يتحدث فيها نجم مواقع التواصل الاجتماعي "زاك كينغ"، وذلك في إطار سعي اللجنة التنظيمية لإطلاع جمهور الحدث السنوي الأبرز على أجندة الإعلام العربي، على تفاصيل ظاهرة لافتة يجسدها إبداع "كينغ" والمقومات التي وفرت لها الفرصة لتحقيق هذا النجاح الكبير والانتشار الواسع، وعرض العناصر التي ساعدت هذا الشاب على استقطاب ملايين المتابعين، وتعظيم الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي كأداة إعلامية عصرية فعالة ومؤثرة.
"كينغ" الذي سيستهل زيارته الأولى إلى الإمارات، بتصوير فيديو عن دبي ليشارك الملايين من متابعيه ومشاهديه تفاصيل هذه الزيارة، سيقوم أيضاً خلال جلسته باستعراض المحطات المهمة في مشواره مع منصات التواصل الاجتماعي، وأفضل السبل التي ينبغي إتباعها عند تطوير خطط توسيع تلك المنصات وزيادة فعاليتها، ومن خلال خلفيته التقنية كصانع ماهر برع في مجال مقاطع الفيديو القصيرة، سيلقي الضوء على أهم العناصر التي يجب توافرها عند رسم الحبكة الدرامية للقصة، مهما كانت قصيرة، بما يضمن لها التميز وإثارة أعجاب المتابعين.
ويتجسد إبداع "كينغ" في مقاطع فيديو قصيرة لا يتجاوز طول أي منها سبع ثوان يقوم بتصميمها وانتاجها باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة ومعالجتها بواسطة برمجيات المؤثرات البصرية ليظهر فيها وكأنه يقوم بأعمال سحرية خارقة، ومن أشهر تلك المقاطع لقطة يظهر فيها وكأنه يقفز داخل سيارة تمر بجانبه بسرعة عالية دون فتح بابها، والتقاط "برج إيفل" الذي يظهره الفيديو وكأنه يتحول في يده إلى مجسم صغير ، وغيرها من المقاطع التي نالت نسب ضخمة من المشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل "يوتيوب"، و "انستغرام" وموقع "فاين" (Vine)، أحدث مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة في مشاركة مقاطع الفيديو، ويبلغ عدد مشاهدي "كينغ" على قناته أكثر من 12 مليون.
ابن السابعة ينتج أول أفلامه
بدأ شغف "زاك كينغ" بالتصوير في سن السابعة حين أعطاه والداه كاميرا قديمة ومن ثم أخذ في تعليم نفسه فنون التصوير وأساليبه المختلفة، وطرق الاستفادة من شتى خصائص الكاميرا، وعندما بلغ السادسة عشر رفض شراء سيارة، وأصر على شراء حاسب بدلاً عنها ليبدأ في تعلم كيفية استخدام برنامج المؤثرات البصرية المختص بتعديل الأفلام "فاينال كت برو"، إلا أنه عانى من عدم توافر دروس تعليمية مفيدة عن البرنامج على المواقع الإلكترونية.
دشن "كينغ" موقعه الإلكتروني في عام 2008، وقام من خلاله بتقديم نصائح، ودروس تدريبية عن برنامج "فاينال كت برو"، كما بدأ في استخدام قناته على يوتيوب لنفس الغرض حتى نجح في تكوين قاعدة من المتابعين. وبغرض تأمين مصروفاته الدراسية، قام ببيع الدروس والحصص التدريبية للراغبين.
وعندما التحق "كينغ" بجامعة "بيولا"، حصل على منحة دراسية لدراسة البيانو، إلا أن شغفه بالتصوير جعله يبدأ في حضور دروس عن صناعة الأفلام، كما بدأ في التعرف على أعضاء فريقه والمكون من أربعة أصدقاء يختص اثنان منهم في صناعة الأفلام، فيما يتمتع الآخرون بخبرة موسيقية.
فاز "كينغ" بالمركز الأول في إحدى مسابقات "هيوليت باركرد" خلال عام 2010، وحظي برحلة إلى مهرجان لندن للأفلام، وفي عام 2013 فاز بمسابقة يوتيوب NextUp Creators والتي تُعني بتطوير القنوات الصاعدة وتعزيز قدرتها للانتقال إلى مستويات أفضل، وتحسين جودة الأعمال المنتجة.
وفي عام 2011 نشر "كينغ" أول أعماله على يوتيوب عام 2011، وكان العمل عبارة عن مقطع فيديو قصير أنتجه بالتعاون مع واحد من أصدقاء الدراسة ويصور المقطع قطتين في عراك باستخدام سيوف الليزر التي تشتهر بها أفلام الخيال العلمي. وخلال فترة قصيرة لا تتعدى ثلاثة أيام بلغ عدد مشاهدي المقطع أكثر من مليون شخص، ويصل عدد المشاهدات في الوقت الحالي إلى نحو ثمانية ملايين مشاهدة. وبذلك يعد مقطع "القطط المحاربة" إذا جازت التسمية البداية الحقيقة لقصة "زاك كينغ" مع عالم الإنترنت بكل ما تحمله من إبداع وتقنية.
ذاعت شهرة نجم مواقع التواصل الاجتماعي "زاك كينغ" على مختلف منصات الإنترنت ولاسيما تلك التي تُعنى بمقاطع الفيديو حين بدأ في استخدام موقع "ﭬاين" المخصص لمقاطع الفيديو القصيرة في عام 2013، والذي ساهم في ارتفاع شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة حيث لاقت المقاطع التي ينشرها قبولاً واسعاً ما جعله في غضون فترة قصيرة محل إعجاب ومتابعة الملايين من كافة أرجاء العالم حتى بات يلقب ب"ملك الفاينال كت" Final Cut King.
خفة يد رقمية أم إبداع
تتضمن مقاطع الفيديو التي ينفذها "زاك كينغ" خدع بصرية متنوعة حيث يظهر وهو يقفز داخل السيارات وهي موصدة الأبواب وتسير بسرعة كبيرة، أو أن يحول الكرات الصغيرة إلى بيض مسلوق، أو أن يرسم صورة ومن ثم يجعلها جزءاً من الواقع. كل هذه الأمور دفعت بالكثيرين إلى إطلاق لقب الساحر على "كينغ"، الذي يرفض هذا الوصف ويؤكد بأن الأمر يرتبط أساساً بالإبداع والقدرة على تطوير الأفكار المبتكرة، ويأمل كينغ في المستقبل أن يخرج أفلام روائية طويلة.
وعلى الرغم من قصر مدة الأفلام أو المقاطع التي ينتجها "كينغ"، إلا أنه يراهن على تضمين هذه الفترة القصيرة بالعديد من التفاصيل التي تجعلها وكأنها قصة قصيرة متكاملة الملامح تمنح للمشاهد قدراً كبيراً من المتعة والإبهار، وللقيام بذلك يستخدم مجموعة متنوعة من الأساليب سواء عند استخدام الكاميرا، أو عند القيام بعملية تحرير المحتوى.