الحنين إلى الماضي لا يزال يحمل سكان منطقة رأس الخيمة القديمة للصلاة في مسجد الشيخ محمد بن سالم القاسمي كل يوم، فعدا عن كونه أكبر مسجد تقليدي في الدولة، فهو يعد المسجد الأثري الوحيد، الذي تقام فيه الصلوات الخمس، إضافة إلى صلاة الجمعة، ويعود تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشر.

ويقع على كورنيش رأس الخيمة، ويتميز بمساحته الكبيرة وطرازه القديم، حيث تم الحرص عند إعادة ترميمه بالمحافظة على العمارة التاريخية الأصيلة، التي تدل على عراقته وتأصل وارتباط أهلها من قديم الزمان بالمنطقة، وبحسب تأكيدات إمام المسجد فالمسجد يرتاده الكثير من السياح لمشاهدته، إضافة إلى حرص أهالي المنطقة القديمة على الصلاة فيه، رغم انتقالهم إلى مناطق جديدة بالإمارة.

حجارة مرجانية

أمل النعيمي مسؤولة العلاقات العامة بدائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة، قالت لـ«البيان»: التنقيبات أظهرت أن المسجد دُمر أثناء الاحتلال البريطاني، وأجريت عليه بعض التعديلات في عهد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي خلال حكمه الذي امتد من عام 1803 إلى 1866، والمسجد الحالي بُني على أساساتِه، وخضع لمراحل ترميم وتوسع عدة حتى يومنا هذا.

وأضافت: تم إزالة الإضافات من داخل المسجد وخارجه واستعادة العمارة التقليدية المبنية من الحجارة المرجانية وصخور الشاطئ وزودت بطبقة خارجية من الجص، وجرى استخدام «الدعون»و«الجندل» في بناء سقف المسجد، وتم إضافة المنارة الخارجية له، التي بنيت من المواد الأولية المستخدمة وهي الجص وأعمدة أشجار المنغروف.

 وتابعت: للمسجد تسميات عدة هي: المسجد الجامع ومسجد الجمعة والمسجد الكبير، ويتسع لنحو 1000 مصل ويحتوي على 60 عموداً يعلوها سقف مغطى بسعف النخيل، إضافة إلى 31 نافذة مقوسة على جانبيه، وممر مغطى بأحجار جبلية و3 أبواب كبيرة تفتح من الجهة الشرقية.

الترميم النهائي

وتمت التوسعة الأولى في عهد الشيخ خالد بن صقر القاسمي خلال فترة حكمه 1900 إلى 1908، والتوسعة الثانية كانت في عهد الشيخ سلطان بن سالم القاسمي، التي امتدت فترة حكمة 1919 إلى 1948، وأعيد ترميم المسجد خلال حكم المغفور له، بإذن الله، الشيخ صقر بن محمد القاسمي في 1993، وكان الترميم النهائي بأمر من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة في 2013.