لا يملك المتابع لمسيرة نمو وازدهار دبي، ودولة الإمارات بشكل عام، إلا أن يشعر بالإعجاب لضخامة الإنجازات المتحققة، والتي تجسد الرؤي الطموحة لقيادة لا تعرف المستحيل، عملت ومازالت على إضافة المزيد من الإنجازات التنموية الفريدة.. وقد عبرت صورتان نشرهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، على حسابه في "تويتر" أمس كيف أن الطموح والإصرار يمكن أن يصنعا المستحيل ويحولا الأحلام إلى واقع.
وقد كانت إحدى اللقطتين اللتين نشرهما سموه صورة تاريخية لرحلة قام بها سموه في ستينيات القرن الماضي مع والده المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وعلق عليها قائلاً: «مع والدي في نيويورك خلال الستينات.. في مبنى الإمباير ستيت أعلى ناطحة سحاب عالمياً وبداية حلم تحول لواقع في دبي" أما اللقطة الثانية فكانت حول البرج الجديد الذي أطلقته دبي القابضة وإعمار أول من أمس والذي سيكون أعلى مبنى في العالم. وقد قال سموه في تعليقه على هذه الصورة:
«لدينا برج خليفة الأعلى عالمياً وأطلقت دبي القابضة وإعمار بالأمس برجا أعلى منه، ولن يزيد الزمن أحلامنا إلا ارتفاعاً وشموخاً». وقد نشرت صحيفة إيلاف الإلكترونية أمس تقريراً عن الرحلة إلى نيويورك التي أشار إليها سموه، وفيما يلي نص التقرير:
بدأت دبي حُلماً كبيراً في مخيلة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أثناء مرافقة والده المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم إلى نيويورك في ستينيات القرن الماضي، ضمن رحلة استغرقت شهراً ونيّفاً. اليوم تحولت دبي إلى مدينة عملاقة تناهز أكثر المدن تطوراً وازدهاراً على الإطلاق، وبات الوصول إلى نيويورك متاحاً في غضون ساعات. هو سباق مع الزمن، خاضه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأحلامه، وخرج منه منتصراً.
دبي
نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صورة تاريخية مع والده المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، خلال زيارة لهما إلى نيويورك في الستينيات في مبنى «إمباير ستيت»، أعلى ناطحة سحاب عالمياً في ذلك الوقت، وغرد قائلاً: «مع والدي في نيويورك خلال الستينيات..
في مبنى الإمباير ستيت، أعلى ناطحة سحاب عالمياً.. وبداية حلم تحول لواقع في دبي»، وإبان تلك الزيارة كان لا يزيد عمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على 14 عاماً، حيث كانت الزيارة في 1 أغسطس 1963، وتابع: «لدينا برج خليفة الأعلى عالمياً.. وأطلقت دبي القابضة وإعمار بالأمس برجاً أعلى منه، ولن يزيد الزمن أحلامنا إلا ارتفاعاً وشموخاً».
مكمن السر
إذا بحثنا عن مكمن السر في تألق دبي كمركز عالمي لكل النجاحات اليوم، وجدناه في أن التنمية الشاملة اتخذت مساراً تصاعدياً من القاعدة إلى القمة، ولقد تجلى فكر مؤسس نهضة دبي المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في تحقيق حلمه النهضوي، بتخطيط حكيم لا ينطلق من إبراز مفاتن الإمارة قبل تشييد البنية التحتية القادرة على تقبل مفاصل نموها على نحو علمي طويل المدى.
نقلة نوعية
لقد بدأت الخطوة الأولى بتعميق شريان حياة دبي التجاري سنة 1958، وكانت السفن قبل ذلك ترسو في عمق البحر لضحالة مياه الخور، ومن ثم تنقل الزوارق بضائعها إلى المدينة، لقد كانت تلك نقلة نوعية مهّدت لكل المشاريع التنموية للإمارة.
منذ تلك البداية، خطط المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم لتحويل مدينته إلى ميناء عالمي، ولا ننسى أن الراحل الكبير كان سابقاً لزمانه، إذ لم يكن في استطاعة المحيطين به من مساعديه ونواة نخبة رجال الأعمال أن يستوعبوا مشروعه لمنطقة جبل علي، فقد كان في تصورهم شيئاً خيالياً أن تنشأ منطقة حرة تفصلها مسافة بعيدة عن مركز المدينة..
وكانت إجابة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم محيرة لهم، عندما قال لهم إن تلك المنطقة الحرة إنجاز لدبي بعد 50 سنة، هكذا كان التخطيط المستقبلي سابقاً لعصره في دبي وظروف التنمية السائدة في المنطقة. ومنذ تلك الفترة، كان فكر المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم هو تنويع مصادر الدخل للإمارة، حتى لا تظل على مورد واحد، وهو التجارة عبر البحر، لهذا بدأ الانفتاح على العالم الخارجي، فكانت رحلاته إلى أوروبا وتركيزها على بريطانيا، ومنها الانطلاق نحو القارة الجديدة في الولايات المتحدة.
رحلة شهر وأسبوع
استغرقت الرحلة من دبي إلى نيويورك قرابة شهر وأسبوع من انطلاقها في 2 يوليو سنة 1963، بعد ما كتبت وزارة الخارجية في لندن إلى جاي. اي. كليك في السفارة البريطانية في واشنطن 23 مايو 1963، لإبلاغه بتفاصيل زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ومرافقيه التي كانت بدعوة من شركة كونتنتال أويل في الولايات المتحدة، وكانت زيارة متنوعة جداً، نظمتها السفارة البريطانية وقنصلياتها في أنحاء الولايات المتحدة كافة.
زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم إلى الولايات المتحدة تظهر بجلاء الانفتاح على دول العالم المهمة، في سبيل تنويع المصادر واستمداد مختلف وسائل التنمية وأساليبها، وقد كان مدركاً المنافسة الشديدة بين شركات النفط، ولهذا كان يبحث عن السبيل الأفضل لخدمة المصلحة العليا لإمارته.
تفاصيل الزيارة
في 2 يوليو 1963، أرسل جيمس كريغ من دار الاعتماد السياسي البريطانية في دبي إلى الدائرة العربية في وزارة الخارجية لندن تفاصيل برنامج زيارة الشيخ راشد من دبي إلى نيويورك، وهي كالآتي:
2 يوليو مغادرة دبي والوصول إلى الدوحة، وفي 3 يوليو مغادرة الدوحة والوصول إلى بيروت، وفي 7 يوليو مغادرة بيروت بالباخرة إلى مرسيليا، وفي 13 يوليو الوصول إلى مارسيليا وركوب القطار إلى باريس، وفي 17 يوليو مغادرة باريس والوصول إلى لندن، وفي 25 يوليو مغادرة المملكة المتحدة بحراً إلى الولايات المتحدة، حيث مكث لمدة أسبوعين إلى 3 أسابيع.
حلم يتحقق
لقد تحقق حلم المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بعالمية دبي، فقد اختصرت أساطيل طيران الإمارات كل تلك الرحلة من دبي إلى الولايات المتحدة في 14 ساعة، لهذا يصفق الجميع قائلين: «برافو دبي».