غرست معمرة من ولاية كارناتاكا الهندية أكثر من 8000 شجرة خلال 8 عقود، لتحتل مقعداً في قائمة النساء الأكثر تأثيراً في شبكة «بي بي سي»، وتطل البيئية سالومارادا ثيماكا كواحدة من بين أكثر 100 سيدة مؤثرة وملهمة، فقد نالت ثيماكا "105 أعوام" شرف لقبها الأول الذي تقدم اسمها وهو «سالومارادا»، تكريماً لعملها الدؤوب طوال 80 عاماً، لتلقب بما يحتمل معناه «راصفة الأشجار»، وذلك باللغة «الكنادية»، وهي إحدى اللغات المنتشرة في الهند، وتنتشر بالخصوص في ولاية كارناتاكا.
80 كم
تعيش ثيماكا حياة اعتيادية، لكنها ليست امرأة عادية. فقد زرعت واعتنت بما يصل إلى 384 من شجر الأثأب، على طول خمسة كيلومترات، كما يمتد بعضها على امتداد 80 كيلومترا في مدينة بنغالور.وبالرجوع لسجلها العائلي، فقد ولدت تلك المسنة في قرية «هوليكال»، وشأن أي امرأة أخرى في قريتها، اتجهت للبحث عن عمل ولم تحظ بأي نوع من التعليم الرسمي.
وبعد زواجها من راعي ماشية، وعدم توفيقهما في الإنجاب حتى بعد 25 عاما من الزواج، قرر الزوجان، بدلا من البكاء على مصيرهما، ملء ذلك الفراغ بالزراعة والعناية بأشجار الأثأب كأنها أطفالهما. ليعمدا، وبشكل يومي، لحمل عبوات من المياه وقطع مسافات تصل إلى 4 كيلومترات لسقي شجيرات «البانيان». ومن المواقف بالغة التأثير، أن مأساة وفاة زوجها في عام 1991 لم تمنعها من إكمال عملها المتفاني.
جائزة
لم تبصر أعمال ومشاريع سالومارادا ثيماكا النور بين العامة حتى نالت جائزة المواطنين الوطنية عام 1996. وبفضل إنجازاتها، جرى منحها العديد من الجوائز المرموقة، مثل جائزة «نادوجا»، جائزة فيليب غودفري، وغيرها. كما أطلق اسمها على مؤسسة تعليم أميركية تعنى بالبيئة. ناهيك عن أنها قد لعبت دوراً هاماً في بناء خزان مياه لتخزين مياه الأمطار في قريتها، ويتمثل حلمها ببناء مستشفى.