يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.
«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.
العمارة الإماراتية متنوعة بتنوع بيئاتها، ولكل بيئة طرازها الخاص، المتناغم مع ظروف الطبيعة والمعطيات الجغرافية، وفي البيئة الجبلية اشتهر تاريخياً نمط فريد من البيوت، يسمى بـ«بيت القفل»، وقد ابتكره الإنسان للتكيف مع حياة الصعبة وتطويع المناخ، وقد اتخذ اسمه من طبيعته الوقائية والحمائية، حيث يتميز هذا البناء الحجري بقوته وشدة إحكامه.
بيوت عرفها سكان الجبال منذ مئات السنين
ويمثل بيت القفل عمارة خاصة، عرفها سكان الجبال منذ مئات السنين تتميز بقوتها، وتدل على براعة الإنسان في التأقلم مع ظروف الطقس والحياة، وكيف طوع الطبيعة من حوله لتناسب احتياجاته.
وهذا البيت عند سكان أهل الجبال عبارة عن غرفة دافئة في برد الشتاء، وباردة في موسم الحر، تكون بعمق مترين ونصف في داخل الأرض، ومن الخارج يرتفع البناء بارتفاع المتر، أما عرضه من الداخل فيبلغ قرابة 3 أمتار، ويغطى بصفائح من جذوع بعض الأشجار والنباتات الجبلية الخاصة، لدفع مياه الأمطار بعيداً عن السطح.
ويكون داخل بيت القفل موقد نار أو تنور للطبخ، كما تتم تهويته بفتحات صغيرة بجوانبه العلوية، كما يكون مناسباً أحياناً كمخزن لحفظ المؤونة.