تتعدد جوانب الشغف بالحدائق في أوروبا، بدءا من عصر الباروك أو النهضة وصولا إلى الحدائق الحديثة. وقد تم تصميمها بأشكال جميلة وجذابة وفق مدارس فنية وهندسية مختلفة، وفيما يلي جولة للتعرف إلى أجملها.
تشتهر انكلترا حسب DW (عربية) بحدائقها الجميلة، وفي كل صيف يفتح سكان لندن ومناطق أخرى مثل ويلز أبواب حدائقهم للزوار، وإلى جانب المناظر الخلابة يمكن للزائرين الاستمتاع بتناول الكعك والشاي. زيارة الحدائق بالطبع ليست مجانية وإنما مقابل مبلغ زهيد، أما ريع هذه المبادرة فيتم التبرع به لمشاريع خيرية. علما أن هذه الفكرة أصبحت مألوفة في جميع أنحاء أوروبا.
تعد حدائق قصر سيسينغهورست من الحدائق الأكثر شهرة في انكلترا. فمنذ عام 1930 صممت الكاتبة فيتا ساكفيل فيست مع زوجها حديقة تعد الأكثر تميزا حتى يومنا هذا. وهي مؤلفة من عشرة حدائق متصلة مع بعضها بممرات جميلة. وتحظى "الحديقة البيضاء" بشهرة كبيرة، إذ أرادت ساكفيل من خلالها أن تتيح إمكانية التعرف على زهورها في الليل أيضا.
يعد قصر فرساي من أكبر قصور أوروبا وأشهرها، وتحظى حدائقه التي ويعود تصميمها إلى عصر الباروك، بشهرة عالمية وكانت نموذجا اعتمده الكثير من ملوك أوروبا. وتتميز حدائق فرساي الفنية بأشكالها البارزة التي ترمز إلى تغلب الإنسان على الطبيعة.
حديقة قصر فيلندري الواقع في وادي لوار، واحدة من بين أكثر الحدائق التي يقصدها الزوار في فرنسا. وتعرف هذه الحديقة باسم "حديقة فرنسا" وتتميز بوفرة كروم العنب وبساتين الفاكهة.
تمثل الحديقة الكبرى قلب حدائق ملوك هانوفر أو "هرن هويزرغارتن" التاريخية، فهي الحديقة الألمانية الوحيدة التي حافظت على نمط الباروك. ويعود السبب في ذلك إلى انشغال ملوك هانوفر وعدم اهتمامهم بحدائقهم. ويصل عدد زوار الحديقة الكبرى مئات آلاف السياح سنويا.
كانت ايطاليا تعد الرائدة في تصميم الحدائق الفاخرة، وأنشئت حديقة قصر فيلا ديستي في القرن السادس عشر. وثمة عناصر في الحديقة تشهد على ثقافة عصر النهضة في أوروبا، وهي النوافير. وأكثر ما يجذب في الحديقة هو شارع الـ100 نافورة. وهذه الحديقة الجذابة وضعتها اليونسكو على لائحة التراث العالمي عام 2001.
اشتهرت حدائق بوتسدام في شرقي ألمانيا بأشجارها المثمرة وحديقة قصر سانوسي هي الأشهر، إذ تتميز بموقعها وسط المباني والحدائق الجميلة وما تضمه من أعمال فنية رائعة ونافورة كبيرة. ويعود تاريخ الجزء القديم من الحديقة إلى سنة 1744، ويوجد عند مدخلها مغارة نبتون التي تعرض فيها لوحات فنية تعود للقرن 17. وحديقة سانوسي مصنفة ضمن لائحة التراث العالمي لليونيسكو.
أنشئت مجموعة حدائق ديساو فورليتس على الطراز الانكليزي في منتصف القرن الثامن عشر من قبل الأمير ليوبولد فرانتس. وقد أدرجت على قائمة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي عام 2000، إذ تعد مثالا بارزا على تنفيذ المبادئ الفلسفية للقرن الثامن عشر من خلال التوفيق بين المناظر الطبيعية والفن والتعليم والاقتصاد. تحتوي حدائق ديساو فورليتس على قصور وحدائق بأشكال مختلفة تملؤها الأزهار والأشجار المتنوعة.
لا شك أن للرسامين موهبة خاصة في تصميم الحدائق، فأكثر من 500 ألف زائر يقصدون حديقة الرسام الانطباعي الكبير كلود مونيه. وتقع هذه الحديقة بالقرب من منزل مونيه في مقاطعة نورماندي. لم تكن هذه الحديقة واقعية كبقية الحدائق بل كانت ثمرة مخيلته المبدعة.
لم يعد هناك طراز معين في تصميم الحدائق، والمعيار الوحيد هو أن تكون ممتعة ومسلية. وتكثر مشاريع إقامة الحدائق في المدن الكبرى. وفي محيط مطار تمبلهوف المهجور في برلين تم إنشاء حديقة تميزت بتعدد ألوانها وباستعمال مواد بسيطة جدا وابوابها مفتوحة لجميع الزوار.
