ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركبُ عرضه
وليت الغضا ماشى الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا
مزار ولكن الغضا ليس دانيا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى
وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
وأصبحت في أرض الأعادي بعدما
أراني عن أرض الأعادي قاصيا
دعاني الهوى من أهل ودّي وصحبتي
بذي الطبسين، فالتفت ورائيا
أجبت الهوى لما دعاني بزفرة
تقنعت، منها أن ألام، ردائيا
أقول وقد حالت قرى الكرد بيننا
جزى الله عمرا خير ما كان جازيا
إنْ الله يرجعني من الغزو لا أرى
وإن قلّ مـالي طالبا ما ورائيا
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي
سفارك هذا تاركي لا أبا ليا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي
لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
فإن أنج من بابي خراسان لا أعد
إليها وإن منيتموني الأمانيا
مالك بن الريب
شاعر من صدر الإسلام (21 - 57 هـ)