عندما شاهد العالم الهرم الأكبر في مصر، كان قد درس، وفقد بعضاً من السحر الذي أفاض به على مدينة الجيزة الساحلية، لكن الهرم عند بنائه كان أبيض اللون يعكس ضوء شمس مصر القوية بوهج مبهر، كما يفيد فيلم الفيديو الصادر عن مؤسسة «سميثسونيان».

الهرم وهو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع، شكل رمزاً للقوة التي تتحدى إدراك البشر، كتب عنه الروائي هرمان ملفيل في أشعاره عام 1891: «بناؤه أشبه ببعض الحرفيين الكونيين»، وقال عالم الآثار المصرية، ميروسلاف فرنر، إن تجاراً وحرفيين قاموا ببنائه، وهؤلاء يتصفون بمهارات كانت مطلوبة بقوة في وقتها ويتلقون أجوراً، ويتنظمون تحت بيروقراطية معقدة.

ويظهر في فيديو «سيمثسونيان» أحد أولئك الحرفيين الذي لا يزال يعتمد التقنية نفسها التي استخدمت في الموقع منذ ألوف السنين، تقتصر مهمته على تلميع وصقل الحجر الجيري الخارجي للهرم، لتكون جوانبه ناعمة الملمس، مستخدماً حجر الطوب والرمال الناعمة.

العملية تتطلب وقتاً ومهارة والكثير من الجهد، بل أيضاً مهارات إدارية لاستقدام الأحجار والعمل عليها ونقلها إلى مكانها. والنتيجة هرم مثالي الشكل من الأبيض يهيمن على الأفق.

في مقطع من الفيديو، يصف عالم الآثار، مارك لهنر، المشهد على الشكل الآتي: «بعد الانتهاء من بناء الهرم، من المؤكد أنه أضاف الانطباع بأن مدينة الجيزة هي مدينة ساحلية ساحرة تغمرها أشعة الشمس بوهج مبهر».

من المحتمل أن يكون رأس الهرم تعلوه قلنسوة مصنوعة من الجرانيت الصلب المغطى بمادة ثمينة مثل الذهب، في تحفة هندسية إنسانية.

وربما كان المكتشفون والفنانون الأوروبيون قد وصفوا الهرم الأكبر بطريقة مختلفة، لو أنه كان لا يزال يبعثر الشمس على الصحراء كمنارة قديمة بدلاً من الجلوس «أبكم» كما كتب الروائي ملفيل، أما وقد تعرى من واجهته، فإن كل أنواع المعاني الغامضة باتت تلتف من حوله.