تُعَدّ حاسة السمع القوية أهم القدرات التي تتمتع بها الحيتان، حيث تمدها بمعظم المعلومات عن البيئة المحيطة بها. وتستطيع الحيتان سماع مدى واسع جداً من الأصوات، بما في ذلك الأصوات ذات التردّد العالي أو المنخفض خارج المدى الذي لا يستطيع الإنسان سماعه.
وعلى امتداد عقود زمنية طويلة، عرف العلماء أن الدلافين وغيرها من الحيتان ذات الأسنان لها شحوم خاصة مرتبطة بالفكين تنقل بكفاءة الموجات الصوتية من المحيط الى آذانها. وعلى عكس الحيتان ذات الأسنان، فإن هناك نوعا من الحيتان عديمة الأسنان تسمى حيتان البالين لا تملك قنوات في أفكاكها تسمح بوجود هذه الشحوم الخاصة. وتحصل تلك الحيتان عموماً على غذائها من خلال الهائمات المائية، الأمر الذي دفع بعض العلماء إلى التكهن بأن حيتان البالين قد لا تحتاج إلى مثل هذا الجهاز السمعي المتطور.
شحوم ناقلة
وتورد مجلة ساينس ديلي الأميركية، في تقرير حديث لها، إن دراسة جديدة أجراها علماء في مؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات أظهرت أن بعض حيتان البالين أيضاً لديها شحوم تتصل بآذانها. ويفترض العلماء أن الحيتان ذات الأسنان قد لا تكون هي الحيتان التي تستخدم الشحوم لنقل الصوت في أعماق المياه، كما كان يعتقد سابقاً، وربما يكون للشحوم في كلا نوعي الحيتان أصل مشترك من حيث التطور.
وقد تم إحراز تقدم محدود على صعيد تشريح جهاز السمع لحيتان البالين، وذلك نظراً لتعذر الحصول على عينات لإجراء عملية التشريح. وعلى عكس العديد من الحيتان ذات الأسنان، فإن الأنواع عديمة الأسنان تتسم بأنها كبيرة الحجم ولا يمكن الاحتفاظ بصيدها، ونادراً ما تخرج إلى الشواطئ، حيث يتحلل جسمها بسرعة عندما تفعل ذلك.