ذكر تشارلز داروين في كتابه "أصل الأنواع": "أن تنوع السلالات أمر مدهش". حيث تبنى داروين هواية تربية أنواع مختلفة من الحمام عام 1855، وركز على السلالات الراقية منها. وبمرور أجيال من العلماء الأحيائيين، لم يحظ الحمام بأهمية كبيرة، حيث تم الالتفات للأنواع الأخرى من الكائنات، مثل ذباب الفاكهة.
إلا أن بحثاً أخيراً بقيادة عالم أحياء من جامعة "يوتاه" الأميركية، أعاد تسليط الضوء على سلالات الحمام. وبحسب صحيفة "تايمز"، تطرق العلماء إلى نقاط كان يجهلها داروين: وهي الخريطة الوراثية للحمام، وذلك من خلال تتبع الحمض النووي لأربعين نسل منها، سعيا لتحديد الطفرات التي تتسبب بالأشكال المختلفة للحمام.
وتتبع العلماء فرضية داروين الأصلية القائلة إن نسل طيور الحمام ينحدر من حمام الصخور، الممتد من أوروبا إلى شمال أفريقيا وآسيا. واعتماداً على علم الأنساب لنسل هذه الطيور، وجد العلماء أن الحمام الهزاز، وهو الحمام المفضل لدى إمبراطور المغول، يرتبط إلى حد بعيد بنسل الحمام في إيران. ويقترح أن العلاقة السابقة نتجت من تجارة الحرير بين إمبراطورية المغول والفرس.
وبحسب صحيفة "التايمز"، فإن ما صعب مهمة إيجاد حمض نووي "نقي" لحمام الصخور، هو تزاوج الفصائل الأخرى معها. ولقد درس الفريق الأميركي الحمام ذا العرف، ليتبين لهم أن نسل هذا الحمام المرتبط بها ليس من الفصيلة ذاتها. إلى جانب أن حمام ذي العرف تتشارك ب"طفرة معينة" في جين" EphB.2"
وخلصت الدراسة إلى أن الجين السابق يُنمي "الصفائح" في أجنة الطيور، والتي هي عبارة عن أنسجة ينمو منها الريش.
علاقة
Zذكر التاريخ علاقة الإنسان بتربية الحمام، واستخدمها كساعي بريد. وبحلول القرن الثامن قبل الميلاد، استخدم الإغريق الحمام في إرسال نتائج الألعاب الأولمبية من مدينة إلى أخرى. وأوجد من خلالها "جنكيز خان" شبكة تواصل عبر مملكته في القرن الثاني عشر الميلادي.