بعد تقديمها لفيلمين قصيرين هما "إعادة" و"دوربين"، أطلت المخرجة الإماراتية منى العلي أخيراً بفيلم ثالث عنوانه "كتمان"، لتعالج من خلاله ضغوطات الإنسان بما يطلقه من صرخات، وهو فيلم يتوقع أن تعرضه في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، خلال ديسمبر المقبل.
منى استطاعت ورغم صغر عمر تجربتها من إثبات نفسها في السينما، لا سيما وأن فيلمها "دوربين" اقتنص جائزة التحكيم الخاصة في دورة مهرجان دبي السينمائي الماضية.
واعتبرت في حوارها مع "البيان" أن السينما الإماراتية دخلت مرحلة النضوج، وأن هناك مجموعة تجارب إماراتية مهمة يجب الالتفات إليها، وقالت إنها تسلط الضوء في فيلمها الصامت "كتمان" والمدعوم من قبل برنامج "وطني" على مجموعة الضغوط التي يعاني منها الانسان بشكل عام.
قاسم مشترك
قد يكون "الصمت" والتجريب القاسم المشترك بين أفلام منى الثلاثة، ففي "إعادة" (2010) الذي تعتبره نوعاً من الأعمال الفنية المفاهيمية، حصلت منى إبان مشاركتها به في دبي السينمائي الدولي، على إشادة واسعة، ما شجعها على المضي قدماً، نحو فيلمها "دوربين" (2011) الذي حازت عنه على جائزة التحكيم الخاصة، أما في "كتمان" فقد ذهبت إلى أبعد من ذلك، لتتوغل في النفس البشرية.
حيث قالت عنه: "يتحدث الفيلم عن الضغوطات التي يمر بها الإنسان، وكيف يمكن له إخراجها على شكل صرخات، وبالنسبة لي لم أحاول تحديد طبيعة هذه الضغوطات، وإنما أخذتها في المطلق، حتى يشعر المشاهد برابط بينه وبين الفيلم، وقد فضلت التنفيس عنها باستخدام "الصراخ" كحل وبديل للكلمات".
وأضافت: "اختياري للضغوطات، لأنها تمثل حالة إنسانية عامة، ويمكن لأي فرد المرور بها، وقد وجدت فيها فكرة جيدة يمكن ترجمتها سينمائياً، لما فيها من أحاسيس إنسانية مختلفة".
وفي السياق نفسه، أشارت منى إلى أنها صورت الفيلم والذي لا يتجاوز طوله 10 دقائق، في رأس الخيمة بمشاهد مختلفة جمعت بين الداخلية والبحر والسكيك، معتبرة أنه يمثل "رحلة بين الأماكن".
شغف الكتابة
شغف منى بالكتابة وهي التي تمتلك مجموعتين قصصيتين الأولى بعنوان "المرآة" والثانية "من النافذة"، قادتها إلى متابعة أعمال سينمائية كثيرة إماراتية وغيرها، وقالت: "قبل أن أكون مخرجة، فأنا متابعة جيدة للمهرجانات السينمائية التي تقام بالدولة، لشغفي بكتابة السيناريو، واعتبر أن المتابعة تعطيني فرصة رؤية العالم بصورة أخرى، والتعرف على أفكار مختلفة".
تعتبر منى أن "كتمان" ورغم أنه صامت بأنه عمل فني، وقالت: "لا يمكن أن يطلق عليه فيلم درامي أو خيالي، لأن الفيلم بمجمله يدور في زاوية معينة، ورغم ذلك لا يمكن لي تقييم أعمالي مباشرة، لأنني تعودت الاعتماد على آراء المشاهدين في الحكم عليها".
تجارب مهمة
في الحديث عن السينما الإماراتية، أشارت منى إلى شعورها، بأن هذه السينما ورغم صغر عمرها، قد دخلت حالياً مرحلة النضوج، وقالت: "هناك مجموعة كبيرة من الشباب المواطن تتطلع للعمل بهذا المجال، وهذا بلا شك أنتج لنا مجموعة تجارب سينمائية مهمة، ويجدر الالتفات إليها، لأنها تؤدي إلى تجارب أفضل في المستقبل".
وتابعت: "أعتقد أن الاطلاع على التجارب الأخرى ضرورة ملحة، يمكن أن تفيدنا كثيراً وتساعدنا في صقل مهاراتنا بهذا المجال، وبلا شك أن مهرجاناتنا السينمائية قد عززت هذا الجانب كثيراً".