هل يمكن للدروس المستقاة للحد من فيروس "سارس" أن تؤدي دورا في منع تفشي فيروس "كورونا؟"

عادة، ما تعتبر هونغ كونغ مدينة سيئة عندما يرتبط الأمر بالأمراض المعدية، إذ اعتبرت مركزاً لمخاوف عدة من أوبئة عالمية في السنوات الأخيرة.

واعتبرت هونغ كونغ موطنا لأكثر من خُمس حالات السارس في العالم، وخمسي عدد حالات الوفاة التي بلغت 774 نتيجة فيروس"سارس"، ما أدى إلى اعتماد إجرءات حازمة ومتطورة جداً لمكافحة المرض في المدينة. وفرض على أي زائر يصل إلى هونغ كونغ، أن يمر عبر شاشات استشعار الحرارة للتحقق من عدم معاناته من ارتفاع درجات الحرارة.

وأدت هذه الإجراءات إلى الحد من انتشار فيروسي انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور. أما الدروس المستفادة من مرض "سارس،" وأمراض أخرى، فكان لديها الأثر الفعال في مساعدة المختصين في الأمراض الوبائية على مكافحة انتشار الأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم .

وتم تسجيل أول حالة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو فيروس كورونا، في سبتمبر العام 2012. وأدى الفيروس إلى وفاة مائة شخص منذ ذلك الوقت. 

وقال مدير المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض مارك سبيرنغر إن "الفيروس لم يصبح بعد مصدر قلق عالمي مثل السارس،" مضيفاً أن فيروس كورونا يتطور ببطء، وهناك اختلافات هامة بينه وبين السارس."

أما نقطة التشابه بين "ميرس" و"سارس"، فتتمثل بأنهما حيواني المنشأ. وقد تم تحديد أن الإبل تنقل فيروس كورونا.

ولكن، أدى ارتفاع حالات الإصابة بـ"كورونا"، إلى الشعور بالقلق مؤخراً، ما يمكن أن يشير إلى وجود تغيير في سلوك الفيروس.

وذكر المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض أن 217 حالة سجلت في أبريل الماضي، وأن عدد هذه الحالات يضاهي عدد الحالات التي حصلت خلال العامين الماضيين.

وقال الدكتور سانجاي غوبتا، كبير المراسلين الطبيين في شبكة CNN إن "هذه الفيروسات تبدأ في الكثير من الأوقات في جزء معين من العالم (مثل السارس في آسيا)،" مضيفاً: "لم يتم معرفة كيفية انتقال الفيروس من الإبل إلى البشر. ورغم وجود الفيروس في الإبل، إلا أنه يمكن أن يكون موجودا في حيوانات أخرى أيضا. وأوضح غوبتا أن "الأمر يمكن أن يرتبط بلحم الإبل، أو تناول حليب الإبل غير المبستر، وتلك الأمور شائعة في المملكة العربية السعودية."

وقد أظهرت الأبحاث أن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل من مريض إلى آخر. وأكد غوبتا: "من الصعب جدا لذلك أن يحدث ".

ورغم أن غالبية الحالات قد اقتصرت على الخليج العربي، إلا أن هناك حالات وفاة سجلت في ماليزيا والفلبين. وقد تم الإبلاغ عن حالتين في مصر.

وتجدر الإشارة، إلى أن جميع الحالات المبلغ عنها نشأت في الشرق الأوسط.

وبالنظر إلى الترابط بين العالم الحديث، فإن انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر، يعني أن انتشار الفيروس ليس محدوداً جغرافياً.

وقال غوبتا إن "الشخص المصاب والذي يسافر عبر القارات يشكل مصدر قلق حقيقي."

ويبدو أن الإجراءات التي اتخذت في هونغ كونغ وحول العالم، بعد انتشار مرض "سارس،" قدمت الحل الأفضل للحد من انتشار فيروس كورونا.

وتعتبر المعرفة مفتاح الحل، فضلا عن تثقيف الرأي العام، والالتزام بأصول النظافة مثل غسل اليدين والتدابير الوقائية مثل ارتداء الأقنعة، ما قد يؤدي إلى الحد من انتشار فيروس كورونا.

وقال خبير الأمراض المعدية في جامعة هونغ كونغ البروفيسور يوين كووك يونغ لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" إن "فيروس كورونا يمكن أن يتعرض لتغيرات جينية وقد يصبح سهل الانتقال مثل مرض سارس،" مضيقاً: "لذلك يجب أن نستعد لهذا السيناريو قبل أن يحدث."

وقدم مركز هونغ كونغ للصحة العامة بعض النصائح الطبية بشأن الوقاية من فيروس كورونا:

- تغطية الفم عند السعال أو العطس.

- غسل اليدين بشكل متكرر باستخدام الماء والصابون

- طلب المشورة الطبية إذا ظهرت أعراض مثل الحمى، والتهاب الحلق أو سيلان الأنف، أو الإسهال.

- تجنب الاتصال مع المواشي واللحوم غير المطبوخة والفاكهة والخضار غير المغسولة، أو الحليب غير المبستر .