إن أكثر ما يُميّز البيوت المغربية خصوصية تصاميمها ومحاكاتها للفن الإسلامي واعتمادها على النقوش كأحد العناصر الأساسية في منح المنزل هوية وطنية.
بالإضافة إلى استخدام الألوان الزاهية مع التركيز على اللونين الأبيض وتدرجات الأزرق، وقد حفزت بساطة إبداعها الكثير من الناس في الدول العربية ومنطقة الخليج على تطبيق الطراز المغربي في منازلهم، لما يعكسه من فرح وبهجة وتفاؤل ورفعة شأن بالوقت ذاته.
مساحة كبيرة
يتسم المنزل المغربي بمساحته الكبيرة ما يعبر عن ترابط العلاقات الاجتماعية وكرم الضيافة، فضلاً عن تعدد الغرف وتنوع وظائفها، وإذا تحدثنا عن التقسيمة الداخلية لها فسنجد في معظم المنازل التقليدية غرفة جلوس للنساء وأخرى للرجال، وتتميز كلتا الغرفتين أو القاعتين من حيث الأثاث بالمقاعد الفاخرة ذات الشكل المربع أو المستطيل.
وذلك حسب هندسة الغرف حتى تصلح للجلوس واستقبال الضيوف والنوم أيضاً، بالإضافة إلى طاولات الوسط النحاسية المزخرفة والمخدات أو المساند المتعددة الأحجام والأشكال، أما من حيث الشكل العام لتصميمها الداخلي فسنلاحظ الاهتمام الكبير بالنوافذ والجدران المزخرفة والزجاج المعتق.
لمسات إسلامية
وتحظى الأبواب كذلك بعناية فائقة، حيث تحمل لمسات إسلامية قديمة وتشبه أبواب المساجد، أما الأرضيات فلا تتم تغطيها بالكامل بالسجاد، لأنها غالباً ما تكون من السيراميك أو الرخام.
طابع خاص
ولغرفة المعيشة طابع يتماشى مع البساطة العامة في المغرب، فبالإضافة إلى النقوش والبلاط الملون والثريات العتيقة أو المعدنية الشبيهة بالفوانيس، يفضل المغربيون الجلسات العربية أو المقاعد المرتفعة قليلاً عن الأرض، ما يكشف تجنبهم للتكلف وحبهم للراحة والاسترخاء، وقد أثرى تفنن ربات المنازل في تنسيق الألوان وتوزيع الأثاث عاماً بعد عام، الديكورات الداخلية للبيت المغربي.
حيث انعكست مواكبة النساء للموضة وحرصهن على التفرد على اختيارات الألوان والقطع والوسائد المطرزة، والجدير ذكره أن أقمشة المفروشات لا بد أن تعبر عن ألوان الطبيعة المغربية ومن بينها البرتقالي والذهبي والتركواز والأخضر وغيرها.
الباحة الخارجية
أما بالنسبة للباحة الخارجية للمنزل، فتعد متنفس سكانه، وهذا يفسر اهتمامهم الكبير بها، حيث يحرصون على طلاء الجرار الفخرية الكبيرة والصغيرة بألوان زاهية مستوحاة من الطبيعة وتوزيعها بشكل منظم، كما تعد النباتات زينة المكان الأساسية، بالإضافة إلى النافورة التي تختلف من حيث التصميم والشكل حسب المساحة وذوق أهل البيت، ولكنها جميعاً تعطي شعوراً بالراحة.