السينما لغة بصرية جماعية

أكثر من20 شاباً وشابة من عشاق السينما اجتمعوا أمس، للمشاركة في ورشة «كيف تصنع فيلماً سينمائياً»، التي انطلقت في مقر مسرح الشباب للفنون، ليكتسبوا خلال أيام الورشة الخمسة بواقع 5 ساعات يومياً من المخرجة السينمائية والشاعرة والكاتبة نجوم الغانم، أبجديات صناعة السينما ولغتها البصرية والإخراج، وكيفية توظيفها في مجالات الإبداع الفني، الذي يستلهم من مختلف فئات الفنون الأخرى من التشكيل والشعر إلى الموسيقى وغيرها. وتعتبر هذه المبادرة جزءاً من البرنامج السنوي لأنشطة مسرح الشباب والفنون.

وكما هي لغة السينما وصناعتها دقيقة، حازمة، مشوقة وغنية بمصادرها وتقنياتها، قدمت المبدعة نجوم بأسلوبها الذي يجمع بين تلك الخصال نبذة عن برنامج الورشة النظري والعملي. وأكدت أن العامل الأساسي الأول لمن يرغبون في دخول عالم صناعة السينما، هو الالتزام بالوقت، خاصة أن السينما ترتبط دون غيرها من الفنون بالعمل الجماعي، باستثناء كاتب السيناريو.

إبريق الشاي

استهلت نجوم التي حصدت عدداً كبيراً من الجوائز على أفلامها الدرامية والتسجيلية، حديثها في بداية الورشة عبر سردها حكاية «إبريق الشاي والحكيم» لتقدم المغزى من هذه الورشة. وتمثل المغزى في رد الحكيم على سؤال الشاب الذي أراد مرافقة الحكيم والاستزادة من معرفته. أما السؤال الذي طرحه الشاب والمصحوب بالدهشة فكان بمثابة استفسار عن سبب استمرار الحكيم لصبه الشاي في كأس الطالب الذي فاض وسال، حينها قال الحكيم: إن أتيتني طالب العلم وأن على قناعة أنك ممتلئ به فلا حاجة لك عندي، لأنك لن تكتسب معرفتي إلا إن كان كأسك غير ممتلئ.

أخلاقيات الفنان

وركزت قبل تناولها المبادئ الأساسية للعمل المهني، على أخلاقيات الفنان الذي لا بد أن يتحلى بالتواضع وحسن التعامل مع الآخرين، خاصة أن العمل في هذه المهنة أشبه بالقرية الصغيرة، حيث يتم التواصل مع عدد كبير من الزملاء مرات ومرات في العديد من الأعمال.

عناصر الفيلم

كما تحدثت عن العناصر المكونة للفيلم، التي تشمل: قصة السيناريو لفيلم درامي- معالجة السيناريو لفيلم وثائقي، متابعة سياق تسجيل الحدث، المونتاج، الموسيقى التصويرية البصرية، مؤثرات بصرية ومؤثرات صوتية، وأخيراً وبعد وصول الفيلم إلى العلبة المغلقة أو المرحلة النهائية يتم مكساج الصوت. وأشارت هنا إلى مهنة مهندس الصوت تتطلب درجة عالية من المعرفة بالموسيقى والصورة.

انتقلت نجوم بعدها إلى الحديث عن مراحل صناعة الفيلم الثلاث، وهي قبل الإنتاج والإنتاج وبعد الإنتاج. لتبدأ بعدها بإلقاء نظرة شاملة على الأجهزة المستخدمة في التصوير السينمائي من الكاميرا إلى حواملها ووظائفها، ومن ثم أجهزة الصوت والإضاءة.

قواعد ذهبية

ثم انتقلت إلى أهمية زوايا التصوير، مؤكدة أن كل خطوة في صناعة الفيلم مدروسة ولا تحتمل الارتجال، واستعرضت بعض القواعد الأساسية في كادر الصورة، كما تحدثت بعدها عن محاور كتابة السيناريو، الذي ينطلق من الفكرة والشخصيات والصراع، لتقدم القاعدة الأساسية لأي سيناريو جيد والمتمثلة بخمسة أسئلة هي: من، ما الحدث، متى، أين، لماذا وكيف.

وأشارت نجوم إلى أعمدة السينماتوغرافيا الخمسة التي تتمثل بزاوية الكاميرا، ومتابعة السرد، مشيرة إلى الدور الأساسي لمتابع السرد الذي يعتبر عين المخرج في الفيلم، وقطع المونتاج واللقطة القريبة والتكوين، وأساسيات قواعد كادر اللقطة كقاعدة التثليث وزاوية 180 في التصوير.

كتابة السيناريو

تقام الورشة التالية التي ينظمها مسرح الشباب والفنون تحت عنوان «كتابة السيناريو السينمائي» بإشراف كاتب السيناريو محمد حسن أحمد، ويحتضنها مقر المسرح من23 الجاري وحتى مطلع سبتمبر من الساعة الخامسة وحتى الثامنة مساء.

الأكثر مشاركة