لم تخطط منى حارب لتكون واحدة من أهم المؤثرين في حياة اللاجئين في المخيمات، وكل ما في القصة، لم تكتفِ بـ «التغريد للخير» عبر مواقع التواصل، بل اندفعت نحو العطاء دون تردد أو تفكير فيما قد تواجهه من عقبات، وتحولت في ظرف 24 ساعة من شابة عادية، إلى شخصية هامة في مجال الإغاثة والعمل والإنساني، عبر مبادرتها «أرقام تتنفس»، التي ذاع صيتها، ما دفع الملكة إليزابيث لمفاجأتها بدعوة خاصة لزيارة قصر باكنغهام، تقديراً لجهودها وإنجازاتها الإنسانية وتهنئتها بالمبادرة.

24 ساعة

تقول منى حارب: شيء داخلي كان يشجعني على الاقتراب من حياة اللاجئين في المخيمات، وفي ظرف 24 ساعة، ومن دون تخطيط مسبق، اتخذت قرار السفر من الإمارات إلى مخيم الزعتري في الأردن، للاطلاع على نوعية الحياة والمعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون، وللحظة، اعتقدت عائلتي أنني أمزح، ولكن، بعد أن أكدت لهم نيتي في تقديم مساعدة حقيقية لضحايا الحرب السورية، حظيت بالتشجيع، رغم مخاوفهم، لا سيما أنني لا أعرف موقع المخيم، ولا كيفية الذهاب إليه، وليس لدي تصريح رسمي لزيارة اللاجئين في المخيمات.

إيجابية وأمل

وتابعت: «التغريد» بالخير والإنسانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن كافياً بالنسبة لي، وبفضل مساعدة بعض متابعي حساباتي الخاصة في العالم الافتراضي، وصلت إلى المخيم، وصدمني ما رأيت وما سمعت من قصص مأساوية، وشعرت أن علي التحرك لنشر الإيجابية والأمل بين الأطفال والمعاقين والأمهات وكبار السن، الذين يحتمون بخيام لا تحميهم برد الشتاء القارس، ولا تخفف عنهم حرارة الصيف والرطوبة، ولا توفر لهم أدنى مستوى من الراحة والخصوصية، وما زاد مسؤوليتي أكثر، هو إحساسي بأن علي أن أكون الأم والخالة والأخت والابنة والسند لهؤلاء الذين أجبرتهم الحرب على الهرب من منازلهم، بحثاً عن الأمن والأمان والحماية.

ولادة المبادرة

وحول مبادرتها، قالت منى: المأساة السورية مجرد أرقام في مختلف وسائل الإعلام ونشرات الأخبار، للأسف، وبصدق، لم تكن لدي الإمكانات المادية الكافية لتغيير حياتهم، ولكنني تحركت على الفور، وأطلقت مبادرة «أرقام تتنفس» الإغاثية، عبر مواقع التواصل، لأثبت أن هؤلاء ليسوا أرقاماً فقط، بل أناس لهم طموحاتهم وأحلامهم، ونجحت في نقل قصص الأطفال بأسمائهم وصورهم، بالإضافة إلى يوميات اللاجئين، ووجدت تفاعلاً كبيراً من فاعلي الخير من جميع أنحاء العالم، وتمكنت من تكوين فريق عمل شغوف بالإنسانية والعمل الإغاثي والخيري، بالإضافة إلى عدد المتطوعين الذين يسافرون على نفقاتهم الخاصة، حباً بالخير والإغاثة.

إنجازات

وأضافت: غطت البرامج الإغاثية للمبادرة أكثر من من 600 حالة طبية، وتم توزيع أكثر من 260 كرفان في مخيم الزعتري، كما حصل أكثر من 3000 لاجئ على ملابس شتوية، بالإضافة إلى توزيع بطانيات وأجهزة تدفئة على أكثر من 1400 لاجئ.

وبسؤالها عن إغاثة الأطفال من ذوي الإعاقة، أوضحت منى، أنه تم توفير نحو 100 كرسي متحرك داخل وخارج مجتمع مخيم الزعتري، كما أن نشاط «أرقام تتنفس»، امتد لإغاثة كثير من المخيمات وضحايا الحروب، وقالت: تم بفضل الله إعادة إعمار أكثر من 60 بيتاً في مخيم غزة بجرش، وافتتاح مركزين تعليميين للأطفال ما دون سن خمس سنوات في مخيم الأزرق، وافتتاح أول حديقة عامة للأطفال في مخيم غزة بجرش للاجئين الفلسطينيين.

دعوة إليزابيث

وعن تلبيتها لدعوة الملكة إليزابيث في قصر باكنغهام، أكدت منى، أنها تلقت دعوة من السفارة البريطانية، لحضور مؤتمر تشارك فيه أهم الشخصيات النسائية في مجال العمل الإنساني حول العالم، وقالت: بعد انتهاء المؤتمر، تفاجأت بدعوة خاصة من الملكة إليزابيث لحضور حفل الشاي في قصر باكنغهام، وقد كانت لفتة كريمة منها، تقديراً لإنجازات «أرقام تتنفس».

شراكات

عقدت منى حارب، شراكات مع بعض المستشفيات لاستقبال الحالات العاجلة، وخاصة حالات الإصابات، كما نظمت مهرجانات ترفيهية للأطفال، وقدمت آلاف الوجبات الغذائية والمساعدات المباشرة.