حاول فيلم «عبدالله» للمخرج حميد السويدي ملامسة قصص وقضايا موجودة في المجتمع الإماراتي، نراها ونسمع عنها، ولكننا لا نسلط الضوء عليها. فقصة الفيلم تدور حول شاب إماراتي عاشق للموسيقى، أحبها وتعلق بها منذ نعومه أظافره..
ولكنه اصطدم بالواقع الأليم الذي كاد أن يحطم أحلامه. تقاليد عائلته المحافظة، وقفت أمام شغفه الكبير للموسيقى، تمرّ السنوات وإصراره على تحقيق حلمه كان يكبر معه، فتحدى جميع الصعوبات التي أمامه، ليثبت قوة موهبته.
بلا رتوش
يقول الفنان محمد أحمد، بطل الفيلم: «في الفيلم نقلنا صورة واقعية من دون رتوش أو تجميل، وحاولنا الوصول إلى المشاهد من خلال قصة تحدث في بيئتنا من حين لآخر»، مشيراً إلى أن قلة الوجوه الفنية في الإمارات قد يكون أحد أسبابها رفض العائلات المحافظة دخول أولادها مجال الفن.
منوهاً إلى أنه يتمنى وجود المزيد من الأعمال السينمائية التي تلقي الضوء على القضايا المعاصرة التي يعاني منها الشباب. متمنياً وجود معاهد سينمائية لإخراج جيل واعٍ، وذلك للانطلاق خارج دائرة الهواية والانتقال للاحترافية، مشيراً إلى أن عدم وجود معاهد يؤدي إلى التراجع عن الركب الثقافي والحضاري.
قسوة أم!
الفنانة آلاء شاكر التي لعبت شخصية «أم عبدالله» وكانت تقسو عليه وتسمعه كلاما جارحاً، كلما رأته يعزف الموسيقى لعدم رضاها عن الأمر، أكدت أنه رغم عدم وجود ميزانية كبيرة للعمل إلا أن تصويره تم بطريقة منظمة للغاية، فالمخرج وفريق العمل، على حد قولها، لمست فيهم طاقة كبيرة وثقافة سينمائية عالية.
من ناحية أخرى قالت آلاء: أتمنى عودة مسابقة أفلام الإمارات، لأنها كانت تؤثر بشكل كبير في تطوير إمكانيات الشباب، وصقل خبراتهم، حتى تكون لديهم القدرة الاحترافية للمشاركة في المهرجانات الدولية، فهناك تجارب دون المستوى لا ترتقي لظهورها، لذلك لابد من الأخذ بيد هذه المواهب ووضعها على الطريق الصحيح«.
مشيرة إلى أن المسرح الإماراتي حقق قفزات نوعية لأنه تمسك بهذا النوع من الفن، ودعمه على الرغم من التجاهل الشديد الذي يتعرض له في العالم العربي.
دعم متواصل
المنتج أحمد لطفي أكد أن السينما الإماراتية بحاجة لدعم متواصل، في ظل وجود المواهب في مختلف المجالات، مشيراً إلى أنه عندما قرأ السيناريو أعجب كثيراً بالقصة وتحمس إلى تحويلها لفيلم سينمائي. وقال:عندما بدأ التصوير لمست الاحترافية في جميع طاقم العمل. موضحاً أن مشاركة الفيلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي هذا العام، تعد خطوة إيجابية لتقديم المزيد من الأفلام الإماراتية الهادفة.