يروي كتاب «عبقرية الإبداع» لمؤلفه بيتر فيسك، تجارب شخصيات نجحت في إثراء مجالات الحياة المختلفة، ومن بينها شخصية شيجيرو مياموتو، الذي أصبحت بفضله الألعاب الرقمية من أنجح الصادرات الثقافية لليابان..
حيث يعد مياموتو حالياً مصمم ألعاب الفيديو الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، لاسيما بعد ابتكاره شخصيات كرتونية وألعاب أسطورية مثل «دونكي كونغ»، و«نينتندو وي»، و«سوبر ماريو بروس» السمكري الإيطالي ذي الشارب المميز الذي ابتكره مياموتو، منذ 30 عاماً وأصبح من أشهر الشخصيات الخيالية على مستوى العالم .
وبيعت من ألعابه كلها أكثر من 350 مليون نسخة، ما أَهّل مياموتو ليكون أكثر الشخصيات تأثيراً حسب التصويت الذي أجرته مجلة تايم الأميركية عام 2007.
بداية
بدأت موهبة شيجيرو مياموتو، تظهر في مجال الرسوم الكرتونية عندما كان يبلغ 14 عاماً، حيث كان أحد عشاق شخصيات ديزني الكلاسيكية وعندما كان يتوقف عن الرسم، فإنه يقوم بتصنيع الألعاب الخاصة به. وتطورت موهبة مياموتو يوماً بعد يوم..
وأصبح العقل المبدع في شركة «نينتندو» لقرابة 3 عقود، شهد خلالها تحولاً في عالم الترفيه الجماهيري، ما حفزه على ركوب أمواج التقدم التقني الرقمي، بداية من الأيام الأولى للكمبيوترات الشخصية ووصولاً إلى الأجهزة المعقدة المتصلة لاسلكياً من خلال الشبكات، إلى أن أسهمت ألعابه في تغيير صناعة الألعاب وكذلك جوانب من الثقافة الحديثة..
كما جعلته المسؤول عن استهلاك ما يزيد على مليارات الساعات من الوقت البشري أكثر من أي شخص آخر على قيد الحياة، خاصة وأن منتجاته تصدرت قوائم الهدايا لمعظم الأطفال حول العالم، وحققت ألعابه نجاحاً مالياً غير مسبوق، لم يتفوق عليه في ذلك إلا شركة ديزني.
نجومية
سطع نجم مياموتو في بداية الثمانينات عندما ساعدت لعبته «سوبر ماريو بروس» في إنقاذ الصناعة بعد انهيار شركة «آتاري» التي صنعت أول جهاز ألعاب منزلي انتشر واشتهر على نطاق واسع..
وليس هذا وحسب، بل قدم للعالم حينها بمساعدة فريقه المكون من 400 مصمم محترف، 70 لعبة بما في ذلك «ماريو كارت وي» و«سوبر سماش بروس» و«براول» و«سوبر ماريو جالاكس» و«لجيند أوف زيلدا: تويلايت برنسيس»، ما جعله نظير والت ديزني للجيل الرقمي.
علاوة على الألعاب، طوّر مياموتو جهاز «وي» «wii» كوسيلة ترفيه سهلة الاستخدام وغير مكلفة للأسر، وصل عبرها إلى جمهور جديد وواسع، وأصبحت بفضله «نينتندو» واحدة من أغنى الشركات في اليابان.
حياة خاصة
على الرغم من كون مياموتو أحد أهم الشخصيات العالمية، إلا أنه يتعامل مع نفسه كما لو كان مجرد عامل عادي يسرع في العودة في نهاية اليوم إلى زوجته وطفليه، وربما تكون شخصيته العادية جزءاً من نجاحه، حيث ينصب تركيزه على اجتذاب أفضل المواهب للعمل إلى جانبه، وابتكار ألعاب جديدة وتحسين ألعاب الآخرين لأن هذا هو شغفه الحقيقي وليس المال أو الشهرة.
تفاصيل
تفرد مياموتو بتصاميمه الغنية بالتفاصيل وشديدة الدقة، كما تميزت رسوماته من حيث طريقة حركة الشخصيات والكشف عن القصص والبيئات الرائعة التي يتحركون فيها والأهداف غير النهائية الموضوعة لهم.