تنبض الفجيرة بعبق التاريخ وجمال الطبيعة، ويحتضن هذا النبض اليوم تحفة معمارية إسلامية ومعلماً حضارياً هو مسجد الشيخ زايد، بتكلفة إجمالية قدرها 237 مليون درهم.

والذي أصبح أحد أهم واجهات الإمارة الحضارية، لاسيما وإنه يعد ثاني أكبر مسجد في الدولة بعد مسجد الشيخ زايد، رحمه الله، في أبوظبي، وهو الصرح الإسلامي الأكبر على مستوى المنطقة، وأبرز ما تستقبل به الفجيرة ضيوفها، ساعده في استقطاب أنظار القادمين إليه، توجيه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بعدم اعتماد أية مشاريع سكنية أو خدمية في محيط المسجد، ما أتاح للناظر التقاط هذا النموذج المعماري البديع ذي الطابع الديني من جهات مختلفة، وقد صدر أخيراً عن المكتب الإعلامي لحكومة الفجيرة كتاب يوثق معمار هذا المسجد الفريد وفنيات تصميمه.

أيادٍ بيضاء

تزداد رمزية المسجد وتأكيد بصمته التاريخية على مدى الأجيال من كونه يحمل اسم مؤسس الاتحاد وباني نهضة الإمارات، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان..

وقد نفذ المسجد بتمويل من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ضمن مكرمات سموه التي تعكس طيب الأيادي البيضاء لصاحب السمو رئيس الدولة، وحرصه على تلبية احتياجات كل مدن الدولة ومناطقها في مختلف المجالات. المسجد جزء من مركز إسلامي متميز، تقرر تشييده بمبادرة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ليصبح معلماً حضارياً ومعمارياً يميز الفجيرة ويرتبط باسم الشيخ زايد، رحمه الله.

تم البدء بأعمال التصاميم الهندسية لهذا المركز الإسلامي في منتصف عام 2005، وأولى صاحب السمو حاكم الفجيرة عناية خاصة لهذا المشروع، حيث كان يقوم بنفسه بمتابعة التصاميم والإشراف عليها واقتراح التعديلات، واختارت حكومة الفجيرة مكاناً فسيحاً لإقامة المسجد، حيث يتوسط المدينة ويخدم كثافة سكانية تتمركز في أكثر من 10 أحياء سكنية في الفجيرة تضم قرابة 50 ألف نسمة..

ومن المنتظر أن يلعب مسجد الشيخ زايد دوراً مهماً في تعزيز الحياة الدينية، حيث سيكون مقصداً لأداء الصلاة، وللسياحة الدينية في المنطقة، ومركزاً لحفظ القرآن ودراسة علومه ونشر الثقافة الإسلامية والعمل بتعاليمها السمحة، حيث سيضم المشروع مدرسة دينية لحفظ وتفسير القرآن الكريم، تتألف من 37 صفاً دراسياً، بطاقة استيعابية تصل إلى 1080 طالباً، وبمساحة إجمالية 11764 متراً مربعاً..

كما سيضم المشروع مكتبة شاملة، وتحاكي عمارة مسجد الشيخ زايد بالفجيرة أساليب العمارة التركية في عهد الدولة العثمانية، وبالتحديد الطراز الثالث لبناء المساجد فيها، وهو عصر المعماري سنان.

تصميم فخم

مسجد الشيخ زايد المذهل بحجمه والرائع بتصميمه وفخامته، يؤكد حضوره كواحد من أهم المعالم الإسلامية اليوم، ويلوح في الأفق للداخل إلى الفجيرة والمتجول فيها، بالتشكيل الفني الجميل للقباب فيه والتي يبلغ عددها 65 قبة، وتتدرج بارتفاعاتها بتناسق وانسجام، تتخللها أشكال وعناصر أخرى كالشبابيك والقناطر، ويبرز من وسطها 6 مآذن تمتد برشاقة نحو السماء..

ويتألف المسجد من طابقين أحدهما تحت الأرض ويضم مصلى للنساء بمساحة 2014 متراً مربعاً، وقاعة متعددة الأغراض بمساحة 3 آلاف متر مربع يمكن تقسيمها بحواجز متحركة إلى أكثر من فراغ، وأماكن الوضوء للرجال والنساء بمعدل 120 وحدة للرجال، و21 وحدة للنساء.ويضم الطابق الأرضي قاعة الصلاة الرئيسية للرجال بمساحة 6980 متراً مربعاً تعلوها القبة الرئيسية التي يبلغ قطرها الخارجي 45 متراً، تبرز من جدارها المقابل لجدار القبلة شرفة بمساحة 1725 متراً مربعاً..

إضافة إلى الفناء الرئيسي للمسجد »الصحن« المحاط بأربعة أروقة من جميع جوانبه، تعلوها 35 قبة صغيرة، قطر الواحدة منها 11 متراً، كما يضم الطابق الأرضي أماكن للوضوء تتألف من 64 وحدة، وبعض الغرف الخدمية والمصاعد والأدراج الكهربائية، ومواقف سيارات تستوعب 3 آلاف سيارة.

182

يحتل المسجد في قلب الفجيرة مساحة واسعة من الأرض تبلغ 182 ألفاً و885 متراً مربعاً، أي ما يقارب مساحة ثلاثة ملاعب لكرة القدم، بينما تبلغ مساحة البناء الكلية للمسجد 38580 متراً مربعاً يتسع لـ28 ألف مصلٍ، منهم 2500 في المنطقة المخصصة للنساء.

مواصفات عالمية في التصميم والبناء والإكساء

نفذ جامع الشيخ زايد في الفجيرة وفق أحدث المواصفات العالمية في التصميم والبناء، حيث بدأت مراحل تصميم الجامع في يونيو 2005، وباشرت وزارة الأشغال العامة بتنفيذ أعماله الإنشائية في 9 مايو 2010 بإشراف بلدية الفجيرة، ضمن مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتنمية المناطق النائية بميزانية إجمالية للمشروع بلغت 237 مليون درهم، منها 207 ملايين درهم لمتطلبات بناء المرحلة الأولى الخاصة بأعمال الإنشاء والإكساء للجامع، و30 مليوناً للمرحلة الثانية التي تتضمن تنفيذ أعمال الديكور الداخلية.

ضم فريق العمل الهندسي المعماري والإنشائي، 8 معماريين ومهندسي ديكور كمصممين رئيسيين، هم 6 ماليزيين ومعماري سوري وآخر فلبيني، إضافة إلى 4 مهندسين إنشائيين مصممين، هم: فلسطيني وسنغافوري، وهندي ومصري، وبلغ عدد مهندسي الموقع حوالي 50 مهندساً، قاموا بعمليات الإشراف والمتابعة للأعمال التي كان يقوم بها قرابة 750 عاملاً يومياً، اشتغلوا على مدار 700 يوم لتنفيذ وإنجاز المرحلة الأولى، و360 يوماً للمرحلة الثانية الخاصة بأعمال الديكور.

ثاني أكبر مسجد في الدولة بتكلفة 237 مليون درهم

2014 متراً مربعاً مساحة مصلى النساء

6980 متراً مربعاً مساحة مصلى الرجال الرئيسي

50 ألف نسمة الكثافة السكانية التي يخدمها الجامع

750 متوسط عدد العمال يومياً و1060عدد أيام العمل

يتسع الجامع لـ28 ألف مصلٍ و3 آلاف موقف للسيارات

65 قبة 8 منها عند مداخل الجامع