«لقد ولِد والملعقة الفضية الأطول في فمه، لكنه لا يستطيع أن يأكل بها طوال حياته، ولا بدّ أن يعيد ما أعطي له»، هذا هو ما قاله جيرالد كافنديش غروفنر، دوق وستمنستر السادس، الوالد الذي أورث ابنه هيو تسعة مليارات جنيه استرليني ونصف لندن، ونصّبه على عرش ثالث أغنى أغنياء ملّاك بريطانيا، وأحد أكثر عرابي الأمير جورج ثراءً وشباباً، بعمر الخامسة والعشرين.
وأفادت صحيفة «غارديان» البريطانية في تقرير نشر أخيراً، أن هيو ريتشارد لويس غروفنر البالغ من العمر 25 عاماً، هو عراب ملك بريطانيا المستقبلي، ومالك مساحات شاسعة من أرقى أحياء لندن تقدر بنصف عاصمة الضباب، وقد أصبح دوق وستمنستر السابع عقب وفاة والده المفاجئة، أخيراً، عن عمر ناهز 64 عاماً، والوريث الأوحد لثروة العائلة، التي قدرتها مجلة «فوربس» الأميركية بحوالي تسعة مليارات جنيه استرليني، كما المقعد الموروث لمقاطعة إيتون هول في شيشاير.
إيرل غروفنر الفخري
على الرغم من أنه الثالث في ترتيب الإخوة الأربعة، يعتبر الدوق الذي لقّب سابقاً بإيرل غروفنر الفخري الابن الوحيد لدوق وستمنستر وزوجته ناتاليا. إلا أنه ما زال من المبكر معرفة ما إذا كان الولد كأبيه، الذي قال يوماً في الثراء: «لو أعطيت الخيار، لاخترت ألا أولد ثرياً، لكني لا أفكر في الاستسلام. لا أستطيع أن أبيع، فالأملاك لا تعود لي وحدي.» ويذكر أن دوق وستمنستر السادس قد أصيب بانهيار واكتئاب عام 1998، وأشار إلى أن ضغوط العمل والكمّ المذهل للإطلالات العامة قد استحوذت عليه تماماً.
وترعرع جيرالد غروفنر في منطقة ريفية معزولة شمالي إيرلندا، معتقداً أن القدر قد كتب له أن يصبح مزارعاً يعمل في تربية الماشية. إلا أن الميراث قد أرغمه على التخلي عن أحلام كثيرة لاحقة سيما المتعلقة بمهنته العسكرية، علماً بأنه أدى الخدمة في سلك الجيش الإقليمي.
على لائحة الأثرياء
لا يعرف الكثير إعلامياً عن طالب الإدارة السابق في جامعة نيوكاسل، وقد حرصت العائلة على الحفاظ على خصوصية الوريث الوحيد للثروة الطائلة، التي تصنفه اليوم في المرتبة الثالثة على لائحة أثرياء المالكين في بريطانيا، وفي المرتبة 68 بين أغنى أثرياء العالم، وفق مجلة «فوربس».
وتخلل مسيرة الحجب عن الأضواء بعض الاختراقات، حيث وجد هيو نفسه محط اهتمام الإعلام، بعد أن أصبح الأب الروحي الأكثر ثراءً وشباباً للأمير جورج. كما أن حفل عيد ميلاده الواحد والعشرين في إيتون هول شكل عناوين الصحف بتكلفة قاربت الخمسة ملايين جنيه استرليني، وحشد من الحضور ضمّ 800 شخص من بينهم الأمير هاري، واستضافة الكوميدي مايكل ماكنتاير وثنائي الهيب هوب «ريزل كيكس» الذي رفع الفاتورة.
وعلق هيو على الحدث، قائلاً: «لقد كان حفلاً مذهلاً، عيد ميلاد واحتفال لن أنساهما ما حييت. إنها بداية مرحلة جديدة من حياتي، وإنني أتطلع قدماً لمواجهة التحديات التي تنتظرني».
وعلى الرغم من أن لدوق وستمنستر السابع أختين أكبر منه سناً، فهو من ورث اللقب والأراضي، التي تشمل مساحات شاسعة في حي بلغرافيا اللندني الراقي واسكتلندا وإسبانيا، وذلك من خلال نظام توريث الابن البكر.
خلافاً للعديد من أقرانه من أبناء الطبقة الاجتماعية الثرية، لم يتلقَّ الدوق هيو تعليمه في مدارس داخلية، بل أمضى المرحلة التعليمية الإعدادية كطالب عادي في إحدى المدارس الرسمية، قبل أن ينتقل إلى مدرسة خاصة نهارية قريبة من منزله في شيشاير. وقد وصفته مجلة «فانيتي فير» بصاحب «الوجه الطفولي» و«الثراء الفاحش»، مضيفةً أنه سيكون بعد أن يرث عقارات والده «مالكاً لنصف لندن».
ويذكر أن هيو أصغر بعامين مما كان والده حين تسلّم الثروة الطائلة بعمر السابعة والعشرين، وهو يعمل حالياً كمدير حسابات في شركة تعنى بالتكنولوجيا الصديقة للبيئة. وتتمتع عائلته بروابط وثيقة مع العائلة البريطانية المالكة، حيث كان والده صديقاً مقرباً للأمير تشارلز ودوقة كورنوال، اللذين أعربا عن «عميق الصدمة والحزن» لوفاة دوق وستمنستر السادس.
خبر مؤسف
كان دوق وستمنستر السادس جيرالد غروفنر موجودا في أحد ممتلكاته في أبيستايد بمقاطعة لانكشير حين شعر بالتوعك. وسرعان ما نقل بطائرة هليوكوبتر إلى مستشفى بريستون الملكي، لكنه فارق الحياة.
وأشارت مصادر قصر باكينغهام إلى أن الملكة ودوق إدنبره قد علما بالخبر المؤسف، وأعربا في رسالة تعزية عن خالص تعازيهما للعائلة، في حين بادر قصر كيسينغتون بالقول: «يعرب دوق ودوقة كامبردج عن عميق حزنهما لوفاة دوق وستمنستر، أخيراً. ويشاركان عائلته مشاعر الأسى على الفقيد».