إماراتيات يُنِرن العالم الافتراضي بخدمات إنسانية

مواقع التواصل الاجتماعي منصات للظهور والتأثير في توجهات المجتمع الاستهلاكية والترفيهية، وفي الوقت الذي يبذل فيه الكثيرون جهوداً كبيرة لإنجاح عمليات الترويج والتسويق التجاري لرفع الأرباح والكسب المادي عبر العالم الافتراضي، قررت بعض الإماراتيات التعبير عن إحساسهن بالمسؤولية المجتمعية، عبر خوض تجارب مثيرة، لا أهداف لها سوى بناء الفكر الحضاري السليم وتعزيز تلاحم العلاقات الإنسانية، حيث استثمرن أقلامهن وثقافتهن وتخصصاتهن الأكاديمية لنشر الوعي والتشجيع على تطوير الذات والتفكير الإيجابي وتجاوز التحديات.

دولة تسامح

من التجارب الجديرة بالاهتمام، المبادرات التوعوية والإنسانية الشخصية التي تبنتها اختصاصية الليزر د. منال المنصوري، مديرة مجمع «لايف لونج» الطبي بدبي، حيث إنها تكرس جزءاً كبيراً من وقتها لتعزيز التوعية الطبية والصحية ليس فقط على مواقع التواصل بل عبر البرامج الإذاعية أيضاً ودون أي مقابل مالي، علاوة على تقديمها استشارات طبية مجانية للمرضى، وقالت لـ«البيان»: ترفع الإمارات شعار الإنسانية والتسامح، وتعطي القاصي والداني بسخاء ودون انتظار أي مردود، وهذا يفرض علي كابنة لهذا البلد المعطاء وكطبيبة مثابرة أن أتحلى بمسؤولية تجاه جميع المقيمين على هذه الأرض الطبية، فالمادة ليست كل شيء في الحياة.

خدمات إنسانية

وأضافت: الشخص المريض، إنسان ضعيف بحاجة لمن يشعر بألمه ويساعده ويخفف عنه، وحينما تصبح الخدمات الإنسانية الطارئة مدفوعة الأجر، يتجرد الإنسان من إنسانيته ويتحول إلى تاجر، وبالنسبة لي فإنني أتفاعل وأقدم المشورة الطبية لكل من يتواصل سواء عبر منصات التواصل أو الاتصالات الهاتفية أو البرامج الإذاعية، وأهتم بكشف مظاهر الغش والإشاعات الطبية المتبادلة.

أمن وأمان

واستطردت: رسائل الشكر التي أتلقاها من المرضى تعد الأغلى على قلبي، لأن هذا النوع من المشاعر الإنسانية لا يمكن شراؤه بمال الدنيا، ولا يقدر بثمن، وهو الذي يعزز الأمن والأمان في مجتمعنا.

«يوتيوب»

تبنت حنان السماك (25 عاماً) عبر موقع «يوتيوب»، مشروعاً إنسانياً فريداً، حيث أخذت على عاتقها مسؤولية تصوير وإنتاج حلقات برنامج «حياتك» الذي تواصلت عبره مع شريحة واسعة من جمهور العالم الرقمي، وقالت لـ«البيان»: تنظر شريحة كبيرة من الجمهور لمواقع التواصل الاجتماعية على أنها وسيلة جيدة للبيع والتجارة وترويج الخدمات والمنتجات، فنراهم يجتهدون لإثراء حساباتهم، لأن لهذا المجهود ثمن مادي في نهاية المطاف، ولكنني لطالما كنت أراها أداة فعالة للتأثير في حياة الناس والارتقاء بفكرهم وأخلاقهم.

بناء العقول

وتابعت: على الإنسان تعلم العطاء دون انتظار مقابل، وبالنسبة لي لم أفكر فيما سأجنيه من مردود مالي، ولم يخطر في بالي يوماً أن أستغل برنامجي الذي يُعنى بتطوير الذات ونشر التسامح ومعالجة بعض القضايا الاجتماعية لتمرير بعض الإعلانات التجارية، لأن هدفي الأسمى هو المساهمة في بناء عقول الأجيال.

طموحات

وبسؤالها عن طموحاتها، أوضحت أنها تنوي الحصول على الماجستير في مجال علم النفس، وقالت: حققت حتى الآن ما كنت أصبو إليه، فمن مدونات اجتماعية تلامس الواقع وهموم الناس، انتقلت إلى «اليوتيوب»، حيث انطلقت ببرنامج ساعدني على تحقيق ذاتي، لاسيما وأنه كان خطوة نحو حياة إيجابية أكثر رحابة، وأخيراً قمت بتوثيق مضمون الحلقات في كتاب مطبوع حقق نجاحاً باهراً.

رسائل هادفة

أما رسل النعيمي، مدربة في تطوير الذات، فلم تبخل على متابعيها عبر مواقع التواصل، برسائل هادفة واستشارات تقدمها من خلال مقاطع فيديو عبر حساباتها الخاصة، وقالت: لا تُقاس قيمة الفرد بما يملكه أو يجنيه من مال، بل بمدى إحساسه بالمسؤولية تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه، وما يفعله من أجل رفع الوعي العام على أرض الواقع دون مقابل، وبالنسبة لي فإنني أروج عبر مواقع التواصل لفكر راقٍ، يساعد الناس على العيش بشكل أفضل، معتمدة على عدد كبير من الدورات التي أهلتني لحمل لقب مدربة تطوير ذات، إضافة إلى ثقافتي وقراءاتي المتنوعة وخبرتي الحياتية.

ابتكار

حول التحديات التي تواجهها، لفتت رسل النعيمي، إلى أن ابتكار طرائق جديدة وممتعة لإيصال المعلومات للمتابعين يتطلب دقة في الطرح ولغة سهلة وبسيطة يفهمها الكبير والصغير، والأهم من ذلك عنصر الوضوح في الفكرة، مراعاة للفروقات والقدرات الاستيعابية التي تختلف من شخص لآخر، ومنعاً لإثارة البلبلة بين أفراد المجتمع.

الأكثر مشاركة