أعمال خليجية كثيرة تعرضها الشاشات، بعضها يمر مرور الكرام، وبعضها الآخر يصر على أن يترك بصمته في نفوسنا، وبين هذه وتلك تفرض بعض الأسماء حضورها لتخطف الأنظار مرة، وتثير الجدل مرات ومرات، تماماً كما يحدث مع المخرج الأردني سائد بشير الهواري.

هو في عالم الدراما الخليجية اسم مطلوب ومعروف، تخطى «الأسوار»، ووقف في وجه «الطوفان»، حتى بات في «الواجهة»، وسار مع «سعد وخواته» متصدياً لـ«أمواج الحلم والانتظار»، رافضاً برؤيته المختلفة أن يكون «بقايا رماد».

«البيان» التقته أخيراً أثناء تصويره المسلسل الخليجي «آخر المطاف»، ليؤكد على العلاقة التكاملية بين المخرج والورق والنجوم، لافتاً إلى الحاجة الماسة لأكاديميات تدعم أصحاب المواهب بالعلم والخبرة، ومشككاً في الرقابة التي تستخدم مقصها بلا وعي ولا رحمة، دون أن تمثل المجتمع.

عن سر تهافت المنتجين عليه لإخراج الأعمال الخليجية، قال: ليس هناك سر، ولكن تجاربي المتعددة مع الدراما الخليجية، تركت بصمة إيجابية لدى المنتجين، كما أنني عاصرت جيل الكبار، وتتلمذت على أيديهم، ثم انطلقت في مشواري منذ وقت مبكر، إضافةً إلى حرصي على البحث عن الجديد والمختلف، وإصراري على أن أكون صاحب مشروع، كل هذا زاد ارتباطي بالدراما الخليجية التي أقدمها بشكل مختلف.

ولفت الهواري إلى أنه يتناول المجتمع الخليجي المحافظ من منظور مختلف، وقال: لا أخرج عن العادات والتقاليد، ولكني أقدم رؤيتي بجرأة، وهو ما يجعل اسمي شائكاً لدى البعض، وهذه قد تكون ميزة أو سلبية.

وأشار إلى العلاقة التكاملية بين المخرج والورق وأسماء الفنانين، وقال: دائماً ما أنتصر للورق، وكلما كان النص ثابتاً ومحنكاً، زادت نسب نجاحه، فالجمهور يبحث عن حكاية محبوكة يبدعها مخرج متمكن، ويقدمها ممثل محترف. وطالب الهواري بمدارس وأكاديميات تقدم وجوهاً جديدة تستند على أسس أكاديمية.

جدل

واعترف الهواري أنه لا يستطيع أن يقدم دراما باردة باهتة ليرضي بعض المتحفظين، وقال: منذ انطلاقتي في «أسوار» العمل السعودي الذي أثار الجدل بقضاياه، اصطدمتُ بالمجتمع، وهوجمت بعد ذلك من خلال طرحي لأعمال أخرى امتازت بالجرأة، إلا أنني تحصنتُ ضد هذا الهجوم واعتدتُ عليه، فالشجرة المثمرة تلقى بالحجارة.

كما أننا الآن في عصر انفتاح سريع يحدث كل شيء فيه برمشة عين، وكوني صاحب فكر وقضية وهم، لم يعد الرقيب يشغلني، ويحدث أن أواجه مقصلته، إلا أنني أشكك بالرقباء على الأعمال الفنية، لأنهم لا يمثلون المجتمع، بل يُعبِّرون عن وجهات نظرهم الشخصية.

ويرى الهواري أن دور المخرج هو أن يكون مستقرئاً للمستقبل، وليس أن يجسد الواقع في الوقت الحاضر، لافتاً إلى أن المخرج الخليجي موجود ولكن ضمن ساحته وموضوعاته.

وقال: ليس للفن هوية، فالإبداع هو الهوية التي تجمع المبدعين تحت مظلتها، وأرى أن رؤية المخرج الخليجي ستختلف عن رؤية نظيره العربي، بحكم البيئة والمجتمع والعادات والتقاليد، وهو ما يجعل المخرج العربي أكثر جرأة في طرح رؤيته فيما يخص الدراما الخليجية.

آخر المطاف

ويعمل الهواري حالياً على تصوير مسلسل «آخر المطاف» الذي يضم نخبة من ألمع نجوم الخليج، أبرزهم صلاح الملا وعبدالمحسن النمر ونور ومشاري البلام وشيماء سبت وفاطمة الحوسني ومحمد العامري وغيرهم.

وعنه قال: سعيد جداً بهذا العمل الذي تنتجه شركة إماراتية تتولى إنتاجها الخاص بنفسها، ولمست من خلال تعاملي مع إدارييها بأنها تبحث عن قضايا جديدة، وتمتلك وعياً كبيراً وإحساساً بمسؤوليتها تجاه المجتمع.