رحلة عبر الكون، يأخذنا بها كل ليلة الشاب سعيد القرقاوي، عبر برنامجه «السديم.. الطريق إلى المريخ»، والذي يقدمه على قناة دبي، وفيه يكشف بعضاً من أسرار الشمس، ويروي أساطير القمر، عبر ما يقدمه من معلومات علمية مهمة، تتعلق بأسرار كوننا.
وما يدور حولنا من مجرات وأقمار وكواكب، يجمعها سعيد في قالب بسيط، يسهل على الجميع فهمه واستيعابه، فالخروج من قوقعة العلوم وصعوبتها، مهمة قبل بها سعيد، الذي يعمل باحثاً استراتيجياً في مركز محمد بن راشد للفضاء، وعضو مجلس دبي للشباب، في محاولة منه لمكافحة الجهل المسيطر على العقل العربي، والذي استطاع يوماً أن ينير عصور الظلام بمعرفته وعلمه.
تشويق
عدد قليل مضى حتى الآن من حلقات «السديم»، قدم فيها سعيد حكايات عديدة مضيئة، تفيض بالتشويق والمعلومة، سالكاً فيها «درب التبانة» ودروب المجرات الأخرى، مستعرضاً ما حققته البشرية من نجاحات وإنجازات في كافة ميادين الحياة.
مبيناً سعيها الدائم لكشف غموض الكون، ومحاولات الوصول إلى كوكب المريخ، الذي أطلقت له الإمارات استراتيجية متكاملة، عنوانها «مسبار الأمل»، على أمل أن تبني عليه مدناً متكاملة في المستقبل.
ما مضى من حلقات البرنامج، وما تضمنه من تكاثف وتجمع عميق في معلوماتها وأفكارها، نال احترام مرتادي ميادين «التواصل الاجتماعي»، وما حملته من معلومات شيقة ومهمة، شكلت حلقات نقاش وأخذ ورد على طاولات تويتر والفيسبوك، الأمر الذي منح البرنامج بطاقة تأهل ذهبية للصعود إلى قمة البرامج الرمضانية الناجحة.
معتبرين أن «السديم»، فرصة لمن أراد «أن يحيي في نفسه حب المعرفة، وتنمية الشغف، والحصول على معرفة أكبر في الفضاء وتقنياته»، واصفين إياه بالبرنامج العلمي الممتع والثري، كونه يقدم مادة علمية موثوقة تناسب الجميع.
تنوع
تنوع «السديم» في مواده وحلقاته المنفصلة المتصلة، منحه نقاط قوة عديدة، وزاد من شموليته، ففيه لم يركز سعيد، الذي صافح قلوب المشاهدين بابتسامته، على كوكب المريخ فحسب، وإنما شمل ذلك الكون كله، فيما فضل أن يبدأ حلقاته من «الصفر»، حيث قدم فيها معلومات عامة وعميقة حول تشكل الكون والكواكب والأقمار وغيرها.
ولعل من أبرزها، تأكيده «وجود نحو 100 مليار مجرة في الكون، وأننا لا نستطيع رؤية أكثر من 5 مجرات في سماء الليل»، وأنه إذا أردنا أن نرى الشكل الكروي للأرض، يجب علينا أن نكون على ارتفاع 560 كم عن سطحها، وهو ما يعني أكثر من 600 برج خليفة فوق بعضها البعض.
شغف
سعيد لم يكتفِ في برنامجه بتقديم المعلومة التي نحتاجها لمعرفة تفاصيل وأسرار كوننا، وإنما حاول أيضاً أن يبين كيف ألهمت علوم الفضاء، الشباب، على مدار عقود من الزمن، مقدماً فوائد استكشاف الفضاء للمشاهدين على طبق من ذهب، مجيباً في الوقت ذاته على تساؤلات عديدة قد تدور في ذهن المتابع لبرنامجه، حول الفضاء.
ومشاريع استكشاف المريخ، وإمكانية وجود مياه على الكواكب الأخرى، وغيرها. حلقات السديم، تعكس لنا شغف سعيد بالفضاء، ومدى انشغاله بالمعرفة، ومحاولاته الدائمة لتبسيط العلوم والتكنولوجيا أمام المتلقي، كما في برنامجه "المسبار" العلمي والتعليمي الذي يقدمه على "يوتيوب".
تحديات
رحلة الإنسان إلى المريخ، نقطة بدت أنها تشغل سعيد القرقاوي دائماً، حيث يستغل كافة الفرص المتاحة للحديث عن هذا الجانب، بدءاً من الرحلات الفضائية الأولى، وليس انتهاءً باستعراض التحديات التي ستواجه البشرية للهبوط على سطح الكوكب الأحمر واستيطانه.