للمسرح وقع مختلف ومتميز، ونكهة خاصة، وخصوصاً في الأعياد، لتكون العروض المسرحية بمثابة عيدية الفنانين لجماهيرهم الذي يغيبون عنهم طويلاً، ليطلوا بإطلالات فريدة من نوعها مع قصص جميلة، ومواقف مضحكة، وأحداث مشوقة.

وفي هذا العيد، يتألق المسرح بأبهى صورة، مع باقة من المسرحيات الممتعة، ومجموعة من الممثلين الذين ارتدوا أقنعة أنيقة ليقابلوا الجمهور من خلالها، مُحاورين أنظارهم بالمؤثرات البصرية الجميلة، ومُخاطبين عقولهم بالأفكار والقضايا التي يلامسون من خلالها موضوعات من الواقع، ليقدموها كرسائل إيجابية، ويعالجوا من خلالها الكثير من القضايا.

وفي مسرحية «فاشونيستا» تأليف حمد الظنحاني، وإخراج أيمن الخديم، تطل الفنانة هيفاء حسين مع مجموعة من الممثلين أبرزهم علي القحطاني وإبراهيم القحومي وعبدالله نبيل وفاطمة البنداري وآخرون، يلتقون مع الجمهور على مسرح دبا الفجيرة طيلة أيام عيد الفطر.

موافَقة بشروط

و«فاشونيستا» عرض متميز من إنتاج جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، تؤدي فيه الفنانة هيفاء حسين دور «مريم» وهي فتاة موهوبة، ترغب في خوض مجال العمل الإعلامي، إلا أن رغبتها تصطدم برفض والدها، بسبب خوفه عليها وعلى سمعتها، وهنا تبدأ مريم رحلة طويلة تسعى من خلالها لإقناع والدها بالموافقة، وتحاول بشتى الطرق أن تبين له مدى أهمية دور المرأة في المجتمع، وكيف أن بإمكانها أن تنجح في جميع المجالات، وبعد محاولات عدة يوافق والدها على رغبتها ولكن بشروط.

وتعد شروط والد مريم درساً مهماً لكل الفتيات، إذ يشترط عليها أن تلتزم باللباس المحتشم، وأن تسير وفق العادات والتقاليد المجتمعية، وتحترم المبادئ والقيم التي تربت عليها، وتحافظ على رزانتها وهدوئها لتكون صورة مُشرفة للفتاة الخليجية، لأنها جوهرة ثمينة ويجب أن تبقى كذلك.

رسائل هادفة

وتحمل مسرحية «فاشونيستا» الكثير من الرسائل الاجتماعية الهادفة، فالعمل يوصل الكثير من الرسائل، كما أنه يواكب العصر ويستخدم لغته الشائعة بين جيل الشباب، ولذا سيجد الكثيرون أنفسهم فيه، وخصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي أخذت الجميع نحوها وأصبحت سيدة الموقف بشكل ملفت.

وأشارت هيفاء حسين من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن المسرحية تمتاز بحس الكوميديا الطاغي، لافتة إلى أن الأحداث تدور في قالب كوميدي، وهو ما نحتاجه في الوقت الحالي، فالمسرح يحتاج إلى أن يكون جاذباً من خلال قصصه وأفكاره المهمة، والتي تلامس المجتمع بشكل أو بآخر.

كما أن طريقة عرض القضايا يجب أن تتسم بخفة الظل، لأن الجمهور بحاجة لجرعات كوميديا ومرح، وخصوصاً مع الأوضاع السياسية والأوجاع الكثيرة على أرض الواقع، ليضيء العمل بصيص أمل، ويرسم البسمة على الوجوه، ويوصل أفكاره الهادفة والراقية، وهو ما سعى العرض إليه.

وتنثر نهاية المسرحية السعادة في نفس مريم التي تشارك في برنامج غنائي وتفوز بالمركز الأول، لتؤكد قدرتها على تحقيق أحلامها وطموحاتها.