لا يخفى الدور الكبير الذي يقوم به المسرح بنقاشه للقضايا ذات الأبعاد الاجتماعية والثقافية التي ترسخ في جانب منها العادات والتقاليد الأصيلة لدولة الإمارات، وتبرز ما تحتويه من دلالات على الترابط والتعاضد الممتد بين أجيال هذا الشعب الكريم، وذلك ما تجلى على خشبة مسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، بعرض مسرحية «زهبة ولدنا» بحضور الشيخ سلطان بن راشد بن حميد النعيمي، ووسط حشد جماهيري كبير حضر لمشاهدة العرض مع لفيف من أعيان المنطقة، تقدمهم محمد أحمد اليماحي عضو المجلس الوطني، والمستشار أحمد بن إعلي، وعبدالله محمد الظنحاني، وأحمد محمد الخديم، وعبدالله الشحي مدير مسرح عجمان، والفنانة الإماراتية بدرية أحمد، والفنان الكبير عبدالله صالح، والمطرب الإماراتي فيصل الجاسم، بحضور عبيد أحمد اللاغش الظنحاني رئيس جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح.

فكرة

وتناولت المسرحية التي ألفها الكاتب الإماراتي حمد الظنحاني، وأخرجها الفنان أيمن الخديم، وهي من بطولة: إبراهيم القحومي، صوغة، سعيد الهرش، دلال ياسر، سرور الحار، خليل شامبيه، نور الصباح. فكرة العرس الإماراتي القديم وأهمية الحفاظ على التراث الإماراتي، وضرورة تمسك الأجيال الصاعدة بالعادات والتقاليد القديمة التي تشكل جزءاً من الهوية الإماراتية الأصيلة.

أحداث

وجسدت أحداث المسرحية قصة عائلة مكونة من أم وأربعة أولاد (محمد وعلي وراشد والأخت حصة) يعيشون في قرية شعبية، ضمن عوائل متعددة، وتبدأ الأحداث من خلال زواج محمد وعلي والمواقف الإيجابية والسلبية التي يمران بها قبل وبعد الزواج، والتي كان من أبرزها رغبة أم العريسين أن يكون الزواج جماعياً في الحي الشعبي حسب العادات والتقاليد المتبعة بدولة الإمارات قديماً، بعيداً عن قاعات الأفراح والمطاعم الفاخرة.

تواجه رغبة الأم بالرفض من قبل أهل العروسين، وحالة التردد في الموافقة، ولكن بعد المشاورات بين العائلتين توافق عائلة العروسين على أن يكون العرس جماعياً في الحي الشعبي، ضمن العادات والتقاليد الإماراتية القديمة، ليضربوا مثلاً بالتعاون والتلاحم بين الأهالي لتسهيل مهمة الزواج أمام الشباب، وبالنهاية يقوم العريسان محمد وعلي بحمل «الزهبة» إلى أهل العروسين.