التراث جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، فهو تاريخها وإرثها وحضارتها، ومع التطور الحاصل في شتى الصعد، غابت الكثير من معالم هذا التراث، لتواكب تطورات العصر المختلفة، التي سهلت الحياة في جوانبها المتعددة، مع ذلك، ظل هذا التراث بتفاصيله حاضراً في المهرجانات والفعاليات والأنشطة التي تقام بين الحين والآخر، وعلى مدار العام، ليطّلع جيل المستقبل على حياة الآباء والأجداد، فهل عززت هذه الفعاليات روح الهوية الوطنية لدى الشباب؟
البيان طرحت هذا السؤال عبر منابرها المختلفة لتستطلع آراء متابعيها، فكانت النتائج متقاربة في مؤداها، التي أكدت في مضمونها أهمية المهرجانات الوطنية في رفد وتعزيز الهوية الوطنية.
وعي
توجهنا بالسؤال أيضاً لعدد من المختصين في المجال، حيث شاركت في إبداء رأيها في ذلك بدرية الحوسني، باحث في التراث الإماراتي، التي أكدت أن المهرجانات والفعاليات تنقل الموروث الشعبي للجمهور، وتسهم في نشر الوعي الثقافي والتراثي لجميع فئات المجتمع محلياً وعالمياً، من خلال الضيوف الأجانب الذي يحضرون هذه الفعاليات، حيث تعكس هذه الفعاليات صورة الهوية الوطنية في أبهى حللها، لا سيما للأطفال الذين لم يعايشوا الفترة التي عاشها أجدادهم، ونقلت لهم من خلال الفعاليات في جوانب متعددة، كالفنون الشعبية والحرف القديمة والشعر، إضافة إلى المأكل والملبس، كل هذه العناصر ساهمت بشكل أو بآخر في نقل الموروث والهوية للطفل، الذي يعتبر أحد فئات المجتمع التي تحرص على حضور الفعاليات والتزين بالملابس التراثية باهتمام بالغ، حيث تحرص العائلات على أن تشارك في هذه الفعاليات مع جميع أفراد الأسرة.
إحياء
وقالت هبة بن رضا، مؤسسة مشروع «إماراتي كشتة» للإرشاد السياحي: بالفعل، الفعاليات والاحتفالات ذات الطابع التراثي، تسهم وتلعب دوراً كبيراً في إحياء التراث والمحافظة على العادات والتقاليد، خاصة عند الأجيال الجديدة. فمثلاً، هناك بعض الحرف الفنية التي كان يعتمد عليها أجدادنا كمكسب دخل لهم، ولَم يعودوا يمارسونها في وقتنا الحالي. ولكن وجودها في الفعاليات التراثية، يحافظ عليها من الاندثار، ويسهم في تعريف الناس بها.
وأضافت: من ناحيتي كمرشدة سياحية إماراتية، أرى أن هناك الكثير من الطرق التي يمكننا ابتكارها للمحافظة على التراث؛ إذ استطعنا من خلال عدد من المبادرات والفعاليات المبتكرة جذب الناس لهذه الأماكن التاريخية، وتعريفهم بها. فهذا مثال على أننا يمكننا ابتكار فعاليات وبرامج متعددة تحافظ على تراث دولتنا وتعرف الناس إليه.
