قبل نحو 55 عاماً، كانت دبي على موعد مع مكتبة الراس العامة التي ارتفعت أعمدتها على ضفاف خور دبي، بتوجيهات من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي افتتحها عام 1963 لتكون أول مكتبة عامة في دبي، حيث بدت ترجمة واقعية لمدى اهتمامه، طيب الله ثراه، بالعلم والقراءة.. المشهد ذاته عاد ليتكرر مجدداً، مع «مكتبة محمد بن راشد» التي بدأت أعمال الإنشاء فيها قبل نحو عامين، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث شيدت أعمدتها على ضفاف خور دبي، في منطقة الجداف التي أصبحت تشكل واجهة دبي الثقافية.
مبادرات
مع ارتداء المبنى حلته البيضاء، بدأت معالم الصرح الثقافي بالتشكل، لتظهر تفاصيل تصميم المكتبة الساحر، ليكمل ملامح المشهد الثقافي لدبي، وذلك بعد مرور نحو عامين من العمل الدؤوب في المشروع الذي سيحتضن في قلبه أكثر من 4 ملايين كتاب، تمثل جميعها هدية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المعرفية والثقافية، إلى الأجيال المقبلة، فلا يبدو أنها ستكون مجرد «مكتبة عادية»، وإنما «مكتبة حية، تصل إليك قبل أن تصل إليها وتزورك قبل أن تزورها، وتشجعك على القراءة منذ الصغر، وتدعمك عالماً وباحثاً ومتخصصاً عند الكبر»، وفق ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال حفل إطلاقها في 2016، لتأتي هذه المكتبة مساهمة من سموه لردم الفجوة المعرفية والحضارية التي يواجهها عالمنا العربي، وذلك بلا شك لن يتأتى إلا بالعودة إلى «الكتاب» الذي وصفه سموه بـ«أداة تجديد العقل، ولا يمكن لأمة أن تنمو دون عقل متجدد، وروح معرفية حية».
مكتبة محمد بن راشد، بما تتضمنه من أعداد كتب ضخمة، ستسهم في إحياء روح المعرفة في شعوبنا العربية، فهي ستكون حاضنة لجوائز اللغة العربية، وتحدي القراءة العربي، وغيرها من المبادرات الأخرى التي أطلقها صاحب السمو نائب رئيس الدولة، متجاوزاً بها حدود الإمارات نحو العالم العربي.
معلم سياحي
المكتبة التي صممت على شكل كتاب مفتوح، لن تكون معلماً معرفياً فقط، بل سياحياً كذلك، فالتصميم يكشف لنا عن وجهة ساحرة، وملهمة، ولعل ذلك ما دعا موقع «ترافيلر» الأسترالي، في وقت سابق من العام الجاري، إلى اختيارها ضمن قائمته لأكثر 10 وجهات ومبان ستكون الأكثر إبهاراً في 2018، حيث حلت المكتبة في المرتبة الخامسة في فئة المباني الهندسية المعمارية، وهي التي قسمت من الداخل على أساس علمي سليم، يتناسب مع متطلبات الحاضر والمستقبل، على أن تشمل المكتبة أقساماً متنوعة تخدم الكبار والصغار والباحثين والمطلعين، وغيرهم، ما سيجعل منها منارة إشعاع معرفي لكل العالم.