لطالما كانت حديقة ديزني لاند للألعاب من أكثر الأماكن الأيقونية، التي تجذب الصغار والكبار لتحتفظ بلقب مدينة الأحلام الخيالية إلى يومنا هذا، على الرغم من مرور 64 عاماً، مستفيدة من رصيد العلاقة الحميمة التي ربطت الأجيال المتعاقبة حول العالم بها،.

ومن خلالها بروائع الأفلام والشخصيات الكرتونية، التي أنتجتها، ومنها الفأر «ميكي ماوس»، الذي ابتكره والت ديزني وأب أيوركس في سنة 1928؛ ومنذ أن فتحت أبوابها لأول مرة عام 1955 تستقبل الحديقة أكثر من 20 مليون شخص كل عام.

مدينة الألعاب

جاءت فكرة «ديزني لاند» بعد زيارة والت ديزني عدة أماكن ترفيهية مع بناته في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. وبدأ بتصميم مدينة «ديزني لاند للألعاب» في أوائل الخمسينيات، وكانت رؤيته في البداية ترتكز على إنشاء حديقة لتثقيف وإمتاع الجمهور في نفس الوقت.

وقد اشترى قطعة أرض من بستان برتقال في «أنهايم» بولاية كاليفورنيا، وبدأ في بناء حديقته في عام 1954 بعد أن أزال أكثر من 12000 شجرة برتقال واستبدلها بأكثر من 40 نوعاً من الزهور، و700 شجرة من أنواع مختلفة، والجدير بالذكر أن التمثال التذكاري لرأس «ميكي ماوس» محاط إلى اليوم بأكثر من 10000 زهرة، تتم إعادة زراعتها ست مرات في السنة.

3.6 ملايين

تقع حديقة الألعاب على مساحة 35 هكتاراً من الأرض، وزارها ما يقرب من 3.6 ملايين شخص في عامها الأول. وبعد سنوات قليلة تبعتها 13 ديزني لاند أخرى.

فكان الحظ بلا شك حليفاً قوياً لشهرة شخصياتها المحببة، على الرغم أن حفل الافتتاح كان متعثراً وفاشلاً نسبياً بسبب عدم اكتمال المرافق، لكن ذلك لم يثبط عزيمة والت ديزني الذي فضل عدم التراجع عن الموعد المقرر 17 يوليو عام 1955، بعد العديد من التأجيلات؛ ومع ذلك، كان الإقبال على الافتتاح كبيراً.

مفاجآت الافتتاح

ومع ازدياد عدد الأشخاص الذين يزحفون إلى المكان، ظهرت مشكلة حقيقية في تناقص كبير للمشروبات والأطعمة إلى جانب قلة الحمامات القادرة على استيعاب ذلك الجمهور الذي قدر بأكثر من 30000 ضيف في اليوم الأول، أي حوالي ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص الذين تمت دعوتهم بالفعل في يوم المعاينة الصحافة الخاصة.

والعديد منهم كانوا يحملون تذاكر مزيفة. وكان الانتظار للدخول هو أكثر ما سبب الفوضى والانزعاج وسط قلة الموظفين الذين لم يتوقعوا تلك المفاجأة الجماهيرية في ظل ارتفاع درجة الحرارة العالية، التي تسببت في إذابة الرصيف الذي تم صبه حديثا، وتسبب ذلك في عجز بعض النساء عن الحركة بعد أن غاصت كعوب أحذيتهن في الاسمنت المنصهر.

عالم ديزني

ومن جانب آخر، لم تمنع تلك الوقائع المخيبة للأمل جمهور «ديزني لاند» من العودة مجدداً في اليوم التالي، حيث حضر ما يقرب من 50000 زائر انتظر الكثير منهم في طابور طويل منذ الساعة الثانية صباحاً. والطريف أن روي ديزني، شقيق والت، قام في ذلك اليوم، بشراء أول تذكرة للحديقة مقابل دولار واحد فقط، وهي صفقة رابحة مقارنة بأسعار اليوم التي يصل فيها ثمن تصريح للحديقة لمدة يوم واحد أكثر من 100 دولار.

باع المنتزه تذكرة المليون بعد أقل من شهرين في 8 سبتمبر، وكان متوسط تكلفة كل ضيف في اليوم في عام 1955 حوالي 2.37 دولار: 1 دولار للقبول، و0.25 دولار لمواقف السيارات، والباقي للركوب والهدايا التذكارية. في حين أن تكلفة زيارة مماثلة اليوم تصل إلى 196 دولاراً (زيادة بنسبة 83 ضعفاً).

وقد دفع نجاح ديزني لاند شركة ديزني للبدء في بناء حديقة جديدة أكبر في أورلاندو بولاية فلوريدا تسمى «عالم ديزني»، ولكن والت ديزني توفي عام 1966 أي قبل خمس سنوات من افتتاح «عالم ديزني»، وحتى الآن لا يزال «عالم ديزني» أكبر معلم سياحي في فلوريدا. وتنتشر فروع ديزني لاند في أماكن كثيرة من العالم منها طوكيو وباريس وهونغ كونغ.

«سنو وايت»

بدأت ديزني مراحل دخولها إلى الوطن العربي منذ منتصف السبعينيات، حيث قامت بإرسال فيلم «سنو وايت والأقزام السبعة» ليحصل على نسخة مدبلجة إلى العربية باللهجة المصرية، ليصبح أول فيلمٍ مدبلج لديزني في المنطقة العربية عام 1975. تم تسليم الفيلم إلى المخرج أحمد كمال مرسي والملقب بشيخ المدبلجين، الذي قام أيضاً بأول عملية دوبلاج كاملة لفيلم أجنبي في الوطن العربي.