لم يكن المشهد العام لمنطقة سيتي ووك في دبي، أول من أمس، عادياً، حيث كانت الساحة المقابلة لصالات روكسي سينما ومركز هب زيرو، تعج بأفواج الزوار الصينيين، وقد ارتدوا أجمل حللهم.
تلك الحركة كانت تخبئ خلفها فرحة عارمة بحلول الذكرى الـ 70، لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ومرور 35 عاماً على العلاقات الإماراتية- الصينية، ليبدو أثر هذه الفرحة في جملة الأفلام الصينية، التي تستضيفها سينما روكسي حتى 5 أكتوبر، في إطار أسبوع الفيلم الصيني، الذي مثل مرآة لثراء المشهد الثقافي في بلاد التنين، وعكس جمالية الثقافة الإماراتية، التي التقت مع نظيرتها على خط واحد، حيث كان الاحتفاء بالثقافتين واضحاً، فيما بدت السينما أشبه بجسر يقطعه كل أولئك الذين يتطلعون إلى التوغل في تفاصيل الثقافتين الإماراتية والصينية.
نجوم من الصف الأول، ومسؤولون في مبادرة «هلا بالصين» وأبناء الجالية الصينية، كانوا يقفون معاً على السجادة الحمراء، التي مُدت للعام الثاني على التوالي لأجل أسبوع الفيلم الصيني، في وقت بدت فيه مدينة جميرا حضناً واسعاً لمعرض يضم 100 صورة توثق تطور قطاع السينما الصيني على مدار العقود السبعة الماضية، والذي يأتي وسط تنظيم لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي لورش عمل مع الجانب الصيني، للتعريف بمواقع التصوير التي تمتلكها دبي، حيث كان العام الماضي قد شهد تصوير 3 أفلام صينية، من ذات الوزن الثقيل، في دبي، أحدها كان من بطولة الممثل جاكي شان.
استقطاب
«أكثر من مليون زائر صيني، حطوا رحالهم في دبي، خلال العام الماضي»، هكذا يبين الشيخ ماجد المعلا، رئيس مجلس إدارة مبادرة «هلا بالصين»، عمق العلاقة بين الطرفين، حيث قال لـ«البيان»: «يقيم في الإمارات حالياً نحو 250 ألف صيني، وبالتالي هم يحتاجون إلى توفير كل أشكال الترفيه والثقافة التي تعبر عنهم في دبي، وهو ما نتطلع إلى إقامته وتنظيمه من خلال الفعاليات التي تنفذها مبادرة (هلا بالصين)، ومن بينها قطاع السينما، الذي يعد قوة كبيرة في الصين، حيث وصل حجمه إلى 11 مليار دولار خلال العام الماضي، وبلا شك فإن مثل هذه الفعاليات تساعدنا على استقطاب أكبر قدر ممكن من مستثمري السينما الصينية إلى دبي، التي تمتلك كل ما يحتاجون إليه من بنية تحتية ومواقع تصوير جديدة».
مؤكداً في الوقت نفسه، أن الهدف الأساسي من وراء إقامة الفعاليات الثقافية هو رفع مستوى العلاقات الثقافية بين البلدين.
أسبوع الفيلم الصيني، لم يكن الوسيلة الوحيدة التي تسهم في الارتقاء بالعلاقات الثقافية بين البلدين، وإنما بات المجال أكثر اتساعاً لتبادل الأفكار والخبرات، من أجل إحداث التقارب الثقافي بين الإمارات والصين، ولعل إقرار تعليم اللغة الصينية في المدارس المحلية، يعد واحداً من أشكال هذا التقارب، ليأتي ذلك في إطار تفعيل العلاقات بين البلدين، والتي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
معرض الحضارات
الشراكة الثقافية بين البلدين، تجلت كثيراً في الأسبوع الإماراتي- الصيني، والذي أطل من بين أيامه سحر الثقافتين، لا سيما أنه تزامن مع الاحتفالات برأس السنة الصينية، في المقابل، سعت هيئة دبي للثقافة والفنون، خلال العام الماضي إلى تنظيم جولات استكشافية إلى الصين، وحطت رحالها في العاصمة الصينية بكين، حيث شاركت الهيئة في مهرجان بكين الدولي لفن الطفل، والذي يعد واحداً من أكبر مهرجانات الفنون الموجهة للطفل على مستوى العالم.
الثقافة باتت جسراً لإثراء العلاقات الإماراتية- الصينية، وتسهم في فتح الآفاق أمامها، ولعل «معرض الحضارات الآسيوية 2019»، الذي اختتمت فعالياته في العاصمة بكين أغسطس الماضي، كان واحداً من أشكال هذه العلاقة التي توجت أيضاً بمبادرة «هلا بالصين» التي تسعى إلى تعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين البلدين، ونجحت المبادرة في تنفيذ العديد من المبادرات والفعاليات الثقافية، التي أسهمت في التعريف بثقافة البلدين.
وفي هذا الإطار، لا يمكن غض الطرف عن الأثر الذي أحدثه تأسيس مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين عام 1994 على نفقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال الزيارة، التي قام بها إلى بكين عام 1990، حيث أصبح المركز على مر السنين مؤسسة تعليمية بارزة لتدريس اللغة العربية في الصين، وحرصاً ومعرفياً لنشر الثقافة الإسلامية.
لمتابعة التفاصيل اقرأ أيضاً: