«أفضل الإكسسوارات مبيعاً» عبارة مقلقة كثيراً بالطبع في خضم الحديث عن الوقاية من مرض قاتل، إلا أن نسبة الطلب على الكمامات، وفق مؤشر «ليست» الربعي الذي يحلل سلوك 9 ملايين متسوق شهرياً لرصد الطلب على الاستهلاك بلغت 496 % ضمن فوران البحث عن أقنعة للوجه.

ذكرت «غارديان» البريطانية، نقلاً عن المؤشر، أن الطلب على الكمامات اليوم يتجاوز مسألة فعاليتها إلى التوافق حولها الذي يبقى مفهوماً مراوغاً. ولم يعد وضع الكمامات يتعلق بالقيام بالأمر الصائب، بل بأن تظهر للآخرين أنه أمر تقوم به فعلاً.

ويتحوّل وضع أقنعة للوجه من أمر غير مألوف في بريطانيا إلى مشهد شائع، حيث يجد الناس أن الشعور بالإحراج لعدم وضع كمامة داخل السوبرماركت والأماكن العامة يفوق كثيراً استحياءهم من وضعه. وفيما يتعلق بمسألة التباعد الجسدي، يشكل قناع الوجه مؤشراً على التعهد بالولاء لمبدأ المواطنية الصالحة، كما أنه فرصة للتعبير عن الذات، وسرعان ما يغدق معنىً جديداً على عبارة المقتنيات التي «لا بدّ منها»، بعد أن أصبح مفروضاً بقوة القانون في بعض المناطق.

فيما العالم يتطلع إلى مشهد ما بعد الحظر، تتخذ الكمامات مكانتها في لعب دور مركزي في حياتنا. وبالرغم من تغاضي بعض خطوط الموضة لأهمية اللحظة والوضع وإصدار كمامات بخسة بشعارات مثل «كل نم انعزل كرر» و«إن كنت قادراً على قراءة العبارة فأنت قريب» تم سحبها سريعاً من الأسواق. هبّ بعض المصممين المشهورين إلى عرض توفير الأقمشة غير المستخدمة مع طريقة بسيطة لتصنيع الكمامات، وأطلق آخرون مشاريع غير ربحية لبيع الكمامات.